للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

كتب المؤلف

النحو المصفى

الكتاب: النحو المصفى المؤلف: محمد عيد الناشر: مكتبة الشباب الطبعة: الأولى، ١٩٧١ م عدد الصفحات: ٧٣٥ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

تعريف بالمؤلف

محمد فرج جبر عيد (١٣٥١ - ١٤٢٥ هـ = ١٩٣٢ - ٢٠٠٤ م)

• ولد في المنوفية ٨/ ٦/ ١٩٣٢ م
• حَصَلَ على (الليسانس) من كُليَّة دار العلوم جامعة القاهرة، في اللغة العربية والعلوم الإسلامية عام ١٩٥٨ م، وعُيِّن معيدا فيها في ١٢/ ٥/ ١٩٥٨ م
• في ١٩٦٤ م: حصل على الماجستير من كُليَّة دارِ العلوم، عن رسالته «ابن مضاء ومنهج النحاة القدماء في ضوء الدراسات اللغويَّة الحديثة»، عرض فيها لثورة ابن مضاء القرطبي (ت ٥٩٢ هـ)، وموقفه من أُصول النحو العربي، وسعى إلى قراءة آرائه وتفسيرها في ضوء مقولات المنهج الوصفي، وطُبعت هذه الرسالة عام ١٩٧٣ م، كما يأتي
• في ١٦/ ٧/ ١٩٦٨ م، حصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها عن أطروحته «مستوى الصواب والخطأ بين النحاة الأقدمين واللغويين المحدثين»، عرض فيها لمقاييس الصواب والخطأ اللغويين وأثر المجتمع في بلورتهما، مستعرضاً آراء اللغويين الغربيين، أمثال «أوتوجس برسن» في كتابه «اللغة بين الفرد والمجتمع»، و «جاردنر» في كتابه «الكلام واللغة»
• في ٢١/ ٥ / ١٩٨٠ م حاز مرتبة الأستاذية، من كليته «دار العلوم - جامعة القاهرة»
• ترأس قسم «النحو والصرف والعروض» في الكلية، من ١/ ٩ / ١٩٨٤ م حتى ٣١/ ٧ /١٩٩٧ م
• طلب الإحالة على التقاعد عام ١٩٩٧ م، حتى انتدبته جامعة القاهرة للتدريس والإشراف عام ٢٠٠٢ م، واستمر كذلك إلى وفاته في ٥ ديسمبر ٢٠٠٤ م، بعد مرض طويل

(منهجه العلمي)
• أسلوبه واضح (ولا يعبأ بالتأنق بالألفاظ)، وعبارته دقيقة مقتصدة (دون استرسال في الشرح)، في صياغة سليمة صرفيا ونحويا
• أمثلته: ليست عامية محلية (كما قد يفعل بعض الكتاب)، بل فصيحة، حية، حديثة تفيد في تنمية عقل الدارس، وصقل ذائقته، وتقريبه من لغة الحياة المعاصرة، فضلاً عن أثرها الكبير في إفهام القواعد النحوية، من دون تكلف أو صنعة.
• في نقد القدماء: يحترم ويقدر الجهود العظيمة التي بذلوها، فينقد في هدوء، من دون غلو أو شطط، ومن دون تطاول أو تعالم، فهو -على حدّ تعبيره- «ممن يعرفون لعلمائنا الأقدمين قدرهم في البحث والدرس، وممن يحترمون الثروة العلمية الشامخة والراسخة التي تركوها خلفهم بالجد والاجتهاد». ونقده -مع تشخيص الداء- يكون مشفوعاً بالتصحيح
• غير أنَّ أُسلوبه كان قاسياً نوعاً ما في نقد عدد من المحدثين: منهم شوقي ضيف في أثناء عرضه وتقويمه لكتابه «تجديد النحو»
• في التأليف أنه يتجنَّب النقل بالوساطة، بل ينقل من المصدر مباشرة، سواء كان مطبوعاً أم مخطوطاً، بالعربيَّة أم بالإنكليزية، ويؤخذُ عليه عدم إشارته إلى المصادر أحياناً
• منهجه عموما: الجمع بين آراء الأقدمين، وعلم اللغة الحديث: فيذكر أقوال الأقدمين كما في المصادر التراثية في النحو والصرف والمعجمات، ثم يذكر رأيه دون تطاول أو تجريح، وغالباً ما يميلُ في آرائه إلى مقررات علم اللغة الحديث.

(مؤلفاته)
• كتبه: «النحو المصفى» (أول وأشهر كتبه)، و «الاستشهاد والاحتجاج باللغة»، و «أُصول النحو العربي (في نظر النحاة، ورأي ابن مضاء القرطبي، وضوء علم اللغة الحديث)» (أصله رسالته للماجستير)، و «في اللغة ودراستها» (مجموعة أبحاث سبق نشر بعضها في مجلات)، و «الملكة اللسانية في نظر ابن خلدون»، و «المظاهر الطارئة على الفصحى» (أصله بحث قدمه لمكتب تنسيق التعريب)، و «نحو الألفية» (جزآن)، و «المستوى اللغوي للفصحى واللهجات وللنثر والشعر»، و «قضايا معاصرة في الدّراسات اللغوية والأدبية»، وألف بالاشتراك عددا من الكتب في (تأهيل معلمي المدارس)، وعددا من مناهج النحو لطلاب المدارس (بالاشتراك أيضا)

• أبحاثه: «النحو العربي بين النظرية والتطبيق»، و «عرض لكتاب اللغة العربية عبر القرون»، «المفاضلة بين لغات القبائل في النحو»، و «العوامل الطارئة على اللغة»، و «تفسير ابن خلدون لجوانب من درس اللغة»، و «المصطلح العلمي العربي، وسائله اللغوية، وصياغته العربية»

(عرض موجز لكتبه وأبحاثه)
[الكتب]
• «النحو المصفى» [مكتبة الشباب بالقاهرة ١٩٧١ م]: أول كتبه، ألفه لطلبة الجامعات، سعى فيه إلى تسهيل المادة النحوية، بتهذيبها، وتنقيتها، وتجديد تبويبها، حتى تصبح قريبة المأخذ،. وقال في المقدمة أنَّ هدفه «تصفية ما لا فائدة فيه، وما لا ضرر في تركه كالمجادلات الذهنية، والاستطرادات الجانبية، والتمارين غير العملية، والمسائل المقحمة في غير موضعها، وفلسفات العوامل، والخلافِ حولها، والعلل والتعليلات والتخريجات الظنّية، وغير ذلك مما لا يفيد نطقاً، وأساء إلى كتاب النحو العربي، وعوَّق فهمه»، ويتميز الكتاب بتنظيم الأفكار الخاصة بكل موضوع، مع استعمال الأمثلة الحية، ذات المضمون الجيد، وتنويعها، وتطعيمها بنصوص منتقاة من الشعر والنثر الجيدين، والعناية بالتدريبات والتطبيقات.
والكتاب في خمسة أقسام:
(١) المباحث الممهدة لدراسة الجملة بنوعيها (الاسمية والفعلية): الكلام، والكلمة، والإعراب، والبناء، والنكرة والمعرفة.
(٢) الجملة الاسميَّة: الابتداء والنواسخ، بأنواعها الثلاثة
(٣) الجملة الفعلية وتوابعها
(٤) ما يتعلّق بنوعي الجملة: حروف الجر، والإضافة، والتوابع، ووظائف الأفعال في الجملة
(٥) أبواب خاصة في النحو: الاشتغال، والتنازع، والحكاية، والعدد وكناياته.
وقد أعيد طبعه بعد ذلك [دار عالم الكتب بالقاهرة (طبعة أولى، ٢٠٠٥ م، وثانية ٢٠٠٩ م)]

• «الاستشهاد والاحتجاج باللغة» [دار عالم الكتب بالقاهرة]: كانت طبعتاه الأولى (١٩٧٢ م) والثانية (١٩٧٦ م) بعنوان «الرواية والاستشهاد باللغة (رواية اللغة والاحتجاج بها في ضوء علم اللغة الحديث)»، لكن طبعته الثالثة (١٩٨٨ م) كانت بعنوان «الاستشهاد والاحتجاج باللغة (رواية اللغة والاحتجاج بها في ضوء علم اللغة الحديث)» بحذف كلمة «الرواية» من أوله، وذكر في المقدمة أنَّ وضعها في صدر العنوان يوحي للقارئ المتعجِّل أنَّه كتاب يعنى بالرواية وقضايا السرد، وينصرفُ ذهنه عن المقصود الحقيقي له، وهو رواية اللغة عن الناطقين العرب من الشعراء والفصحاء، لدراستها واستنباط القواعد منها. وموضوع الكتاب هو رصد اللقاء الحاصل بين علماء اللغة العرب مع (نصوص اللغة) ومن نطقوها ونقلوها، وتقويم نتيجة هذا اللقاء، ومناقشة ما رأوه في ضوء علم اللغة الحديث.
- الباب الأول: سجل موقف الأقدمين من (رواية اللغة) نقلاً ونطقاً، مع بيانِ ما قُبل وما لم يُقَبلْ من المادة المرويَّة، بقصد الوقوف على منهجهم في قبول ما قبلوه، ورفض ما رفضوه.
- الباب الثاني: نقد وتقويم آراء النحاة في الاستشهاد والاحتجاج باللغة

• «أُصول النحو العربي (في نظر النحاة، ورأي ابن مضاء القرطبي، وضوء علم اللغة الحديث)» [دار عالم الكتب بالقاهرة ١٩٧٣ م]: وأعيد نشره مرارا، فنُشر عام ١٩٧٨ م، و ١٩٨٢ م، وكانت آخر طبعة له عام ١٩٨٩ م. وأصله رسالة الماجستير للمؤلف. ويتناولُ أُصول النحو العربي من نواح ثلاث هي: نظر النحاة، ورأي ابن مضاء القرطبي، ثم تفسير هذه الآراء في ضوء علم اللغة الحديث

• «في اللغة ودراستها» [دار عالم الكتب بالقاهرة ١٩٧٤ م]: مجموعة من الأبحاث اللغوية التي سبق نشَر بعضًها في مجلات متعددة، وهو (٣) فصول:
- الفصل الأول: «منهج ابنِ خلدون في فهم اللغة»
- الفصل الثاني: «العوامل الطارئة على اللغة»: بحث منشور في مجلة (اللسان العربي)، يأتي.
- الفصل الثالث: اشتمل على موضوعين:
(الأول): «النحو العربي بين النظرية والتطبيق»، وهو بحث منشور في مجلة (المجلة)، يأتي.
(الثاني): «البلاغة العربية بين منهجي اللغة والأدب»: عرضَ فيه لموضوع الجفاف الذي يكتنف درس البلاغة، وأنَّها تدرَّسُ بطريقة لا تنمي الفكر والوجدان، وتدور في إطار تجريدي، بعيد عن متطلبات العصر، وروح الأدب، لذلك اقترح ضرورة ضمّ بعض علوم البلاغة، مثل علم المعاني الذي يعنى بدراسة كيفيات الجمل، وطريقة نظمها، إلى الدراسات اللغوية.

• «الملكة اللسانية في نظر ابن خلدون» [دار عالم الكتب بالقاهرة ١٩٧٩ م]: يقول المؤلف عنه: «أولُ بحث متكامل يصدر عن الجانب اللغوي، وقضاياه عند ابن خلدون، وهو. . . . . أولُ بحث يدير تلك القضايا حول محورها الحقيقي، وهو «الملكة اللسانية»، كما أراد ابن خلدون»

• «المظاهر الطارئة على الفصحى (اللحن، التصحيف، التوليد، التعريب، المصطلح العلمي)»: [دار عالم الكتب بالقاهرة ١٩٨٠ م]: وأصله هو بحث «العوامل الطارئة على اللغة»، لكنَّه في هذا الكتاب زاد فصل «المصطلح العلمي العربي - وسائله اللغوية وصياغته العربية»، عرض فيه لقضية المصطلح العلمي العربي، وما في اللغة من وسائل متعدّدة للحصول عليه من توليد الألفاظ والاشتقاق من أسماء الأعيان، والمصادر القياسية، وقد رجع في ذلك إلى كتب النحو والصرف، فضلاً عن جهود مجمع اللغة العربية. والهدف الرئيس الذي قصده من هذا الفصل هو بيان قدرة العربية على استيعاب العلوم الحديثة، وما تفرزه الحضارة من مخترعات

• «نحو الألفية» [مكتبة الشباب بالقاهرة ١٩٨٠ م] (مجلدان): شرح معاصر لألفية ابن مالك

• «المستوى اللغوي للفصحى واللهجات وللنثر والشعر» [دار عالم الكتب بالقاهرة ١٩٨٠ م]: درس فيه مستويات لغويةً أربعة، هي الفصحى ويقابلها اللهجات، والنثر، ويقابله الشعر، ويسعى إلى تقديم حلول علمية تمنع الخلط بين هذه المستويات في الاستعمال أو الدراسة. وهو ثلاثة فصول:
(١) الفصل الأول: شرح فيه (النظرة الحديثة لتحديد المستوى اللغوي)، وبيَّنها على وجه الإجمال، واستند إلى آراء اللغويين الغربيين، والعرب من أمثال «أوتوجس برسن» و «جاردنر»، وتمام حسان في كتابه (اللغة بين المعيارية والوصفية)، ويرمي هذا الفصل إلى بيان أُسس النظرة الحديثة للمستوى اللغوي بغية توظيفها في الفصلين الأخيرين.
(٢) الفصل الثاني: درس فيه (الفصحى واللهجات) من ناحيتين:
الأولى: تتبع فيها هذين المستويين في نصوص اللغة العربية، من أجل إثبات أنَّ العربية عرفت هذين المستويين، واستعان بكتب النحو والصرف ومؤلفات الطبقات والتاريخ.
الثانية: دراسة قضايا الفصحى واللهجات في ضوء النظرة الحديثة للمستوى اللغوي، التي شُرحت في الفصل الأول.
(٣) الفصل الثالث: عن لغة النثر ولغة الشعر، درس قضايا هذين المستويين، ثم عرض هذه القضايا على النظرة الحديثة للمستوى اللغوي.

• «الدراسات اللغوية» بالاشتراك [وزارة التعليم ١٩٨٥ - ١٩٩٠ م]: برنامج تأهيل مدرسي المرحلة الابتدائية للمستوى الجامعي

• «النحو للصف الرابع والخامس والسادس والسابع من التعليم الأساسي» بالاشتراك [وزارة التعليم ١٩٨٨ - ١٩٩٠ م]

• «قضايا معاصرة في الدّراسات اللغوية والأدبية» [دار عالم الكتب بالقاهرة ١٩٨٩ م]:
- منها: عرض وتقويم لكتاب شوقي ضيف «تجديد النحو» الصادر في القاهرة، عام ١٩٨٢ م: أخذَ على شوقي ضيف محاولته حذف عدد من الأبواب التي اعتقد أنها فرعية، منها حذفُ أُمور يجمع النحاة على أهميتها، كشروط أفعل التفضيل، والتعجب، وبذلك اتسم ما قام به على هذا الصعيد بالتعسُّف والتجاوز، وحين حاول شوقي ضيف إعادة تصنيف الموضوعات النحوية، ورأى ضرورة نقل باب (كان وأخواتها) إلى باب (الحال)، وإعراب الخبر حالاً، رفض محمد عيد ذلك، ورأى أنَّ هذا الرأي ضعيفٌ، وهو منسوب إلى الكوفيين، ولم يكن من سنن جمهرة النحاة أن يأخذوا به، فضلاً عن مآخذَ أُخرى سجَّلها على كتاب (تجديد النحو).
- ومنها: (نحو الصنعة ونحو اللغة)
- ومنها: (النحو العربي بين النظرية والتطبيق)
- ومنها: (الفصحى واللهجات)، حاول فيها بيان مجال الصراع ورصده بين الفصحى والعاميات، مع الاعتراف بوجودهما، وضرورة دراسة كلّ منهما
- ومنها: (تأثير الدين واللغة في القومية)، حاول فيها بيان تداخلِ اللغة مع مظاهر التأثير الديني في الروح القومية، من زاوية حضارية، لا تقليد فيها، ولا تعصب
- ومنها: (اللغة العربيَّة والنقاد الإعلاميون): وقف على ما يقوم به بعضُ النقاد في الإذاعة والتلفاز من افتراءات على اللغة وتعليمها.
- ومنها: (البلاغة العربية بين اللغة والأدب): وهو موضوع سبق أن نشره في مؤلفات أخرى، ورأى فيه ضرورة وضع مباحث البلاغة الرئيسة في مناخ جديد في اللغة والأدب، لتفيد تلك المباحث من هذه الدراسات الحديثة والمتطورة.
- ومنها: (القصة التربوية بين الفن والغاية): حاول فيها بيان العناصر اللغوية التي يجب توافرها لهذا النوع من القصص الضروري للأطفال؛ بغية مساعدتهم على تعلم اللغة العربية، وتنمية القيم النبيلة فيهم
- ومنها: (الشعر الحر والملتزم): قدم فيها قراءة نقدية لدواوين شعرية ثلاثة، ديوانين من الشعر الحر، وثالث ينتمي إلى الشعر العمودي، وهو في قراءته هذه لا ينضوي تحت أي منهج من المناهج النقدية المعروفة، وإنما كانت قراءته عبارة عن آراء انطباعية، لبيان معاني عدد من الأبيات الشعرية التي أوردها، مع تأكيد قضيَّة الالتزام في الشعر، وعناية خاصة بعدد من المسائل اللغوية، وهو فيه لا يستعمل المصطلحات النقدية المعروفة، فنجده - مثلاً - يستعمل مصطلح (العبارة المشهورة)، وتوظيف بعض الشعراء لها، بدلاً من (التناص)، وهو المصطلح النقدي المتداول.

[الأبحاث]:
• «النحو العربي بين النظرية والتطبيق» [مجلة (المجلة) العدد (١١٤)، شهر ٦/ ١٩٦٦ م] ونشره أيضا ضمن كتاب «في اللغة ودراستها»، كما سبق.
سعى فيه إلى تشخيص الصعوبات التي تواجه متعلمي النحو، مستعرضاً الاتجاهات العلمية التي عرضت لهذه المشكلة، وقسَّمها على اتجاهات ثلاثة:
(١) كان الأول متطرفاً، يدعو إلى اطِّراح النحو، وقواعد العربية، وتجاوَز ذلك إلى الدعوة إلى إلغاء اللغة الفصحى عامة، وتبنى هذا الاتجاه بعضُ المستشرقين مثل «ماسنيون» الذي هاجم العربية، ودعا إلى كتابتها بالحروف اللاتينية، وقد تابعهم في ذلك بعض المصريين، منهم «لطفي السيد»، و «قاسم أمين»، و «سلامة موسى» في كتابه «البلاغة العصرية واللغة العربية»، ويرى المؤلف أنَّ أصحاب هذا الاتجاه لا يستندون إلى أُسس علمية ذات قيمة، بل هي في معظمها أفكار سطحية انفعالية.
(٢) أَمَّا الاتجاه الثاني، فيتَقَّقُ مع الاتجاه السابق تجاه صعوبة النحو والإعراب، لكنه حاول أن يستند إلى أُسس علميَّةِ، يسوّغ بها فكرته، وأبرز من يمثل هذا الاتجاه «إبراهيم أنيس»، الذي يرى أنَّ النحاة اخترعوا الإعراب، ونسقوه، وجعلوه حصناً لهم، وهو عمل آلي يدعو إليه النطقُ المتَصلُ في الكلام من دون أن يكون وراءه معنى أو نظام، ويصفُ «محمد عيد» مقولة «إبراهيم أنيس» بأنها افتراض يقف عاجزاً أمام ما يتوافر من نصوص لغوية هي: الشعر والقرآن
(٣). وغلب على الاتجاه الثالث الطابع التعليمي، وهو اتجاهٌ متواضعٌ، لم يناقش أساس المشكلة، بل اتجه إلى تقديم ما يراه مناسباً من تيسير على المتعلمين.
ويخلص المؤلف إلى أنَّ الحل الذي يمكن أن يسهم في تسهيل تعليم النحو العربي، يتعلّق بالمادة النحوية نفسها، وذلك بتصفيتها مما خالطها من أفكار دخيلة عليها، والاعتماد في ذلك على علم اللغة الحديث للقيام بهذه التصفية على أساس منهجي محدد.

• «عرض لكتاب اللغة العربية عبر القرون» [مجلة (المجلة) العدد (١٤٣)، ١٩٦٨ م]: وهو كتاب لـ (محمود فهمي حجازي)، عرضه محمد عيد وسجَّل عليه مآخذ، تتعلق بالاتجاه الفكري العام في الكتاب، ثم وقف على عدد من القضايا المنهجيَّة في الكتاب، مثل إيراد المؤلف بعض آراء ابن خلدون، وإقحامها في غير موضعها، ثم عرض للغة المؤلف في كتابه، وانتهى إلى أنَّ الكتاب يسهم في وضع خطة عامة لدراسة العربية عبر القرون، لكنَّه ليس دراسة للعربية نفسها عبر القرون.

• «المفاضلة بين لغات القبائل في النحو» [مجلة (حوليات دار العلوم) القاهرة، العدد (٣) عام ١٩٦٩ م]: يرتبط موضوعه بكتاب المؤلف (المستوى اللغوي)، وقد سعي في هذا البحث إلى الكشف عن الأُسس والمعايير التي اعتمد عليها النحاة في تفضيهم لغةً على أُخرى، وعمد إلى بيان المرجحات التي استند إليها النحاة في ذلك، وقد خلص بعد استقرائه مؤلفات النحاة، أنَّ النحاة اعتمدوا على أُسس أربعة، في قضية المفاضلة بين لغات القبائل، هي:
١. كثرة الاستعمال وقلته.
٢. موافقةُ القياس ومخالفته.
٣. لغة الحجاز في مقابل لغة غيرهم.
٤. ورود اللغة في القرآن الكريم، وعدم ورودها فيه.
وقد استعان في تحديد هذه الأُسس، بتعليقات النحاة على لغات
القبائل، التي وجدها مبثوثة في كتبهم.

• «العوامل الطارئة على اللغة» [مجلة (اللسان العربي) المغربية، في الجزء الأوَّل، من المجلدين الثامن والتاسع ١٩٧١ م]: وهو بحث حصل به على جائزة «مكتب تنسيق التعريب» ١٩٧٠ م، ونشره أيضا ضمن كتاب «في اللغة ودراستها»، كما سبق. وتحدث فيه عن:
(١) اللحن: معنى اللحن في الكلام العربي، والتطور الذي حدث في استعماله، وفي وسائل مقاومته، وسرد أسماء ثلاثين عالما كتبوا في تقويم اللحن،، وانتهى إلى ضرورة دراسة اللحن في ضوء قوانين التطور اللغوي.
(٢) التصحيف والتحريف: وعلاقتهما باختلاف المعنى والبنية والإعراب وانتهى إلى القول: إنَّ مجال البحث في الكلمتين واحد، وهو البحث الخطأ عن الذي يحدثُ في نطق الكلمة العربية، نتيجة الخطأ في الرسم.
(٣) التوليد: أشار إلى معنى «المولّد»، ومصادره اللغوية، وتحدَّث عن موقف القدماء منه، وأنهم أخرجوه من حرم الفصاحة، نتيجة سيطرة فكرة الاحتجاج اللغوي على أذهانهم، ودعا بعد ذلك إلى ضرورة النظر إليه بوصفه مظهراً مهماً من مظاهر تطور الفصحى.
(٤) التعريب: بيَّن جهود القدامي في إخضاع الألفاظ المعرَّبة في عصر الاستشهاد لمسلك الصيغ العربية، بوصفها مظهراً دخيلاً على اللغة العربية الخالصة، وقد تعدَّدت الاتجاهات التي بذلوا فيها جهودهم في البنية والإلحاق، وعلامات المعرَّب، لكنَّه خلص إلى أنَّ جهودهم تلك لم تؤد إلى نتائج حاسمة

• «تفسير ابن خلدون لجوانب من درس اللغة» [مجلة (حوليات دار العلوم) القاهرة، العدد (٤) ١٩٧٢ م]: اشتمل على موضوعات ثلاثة، سعي إلى الكشف عن وجهة نظر ابن خلدون فيها. وهي:
(١) تفريقُ ابن خلدون بين الطبع والصنعة في تحصيل اللغة، وكيف أنَّ هذا التفريق يقوم على أساس الظروف التي تتحقق فيها الملكة، فإذا كانت الظروفُ موجودة تلقائياً، فإنَّ تحصيل اللغة يجيء بصورة عفوية، فيتمكن منها الناطقُ ويستعملها، كما يستعملها الناس من حوله، وهذا هو المقصود بالطبع، أما الصنعة فمعناها تحصيل الملكة واكتسابها بطريقة صناعية لا عفوية، من طريق تلقين النصوص العربية شعراً ونثراً، حتى تتكون الملكة بالحفظ والاستعمال.
(٢) وعرض لرأي ابن خلدون في كتب النحو، و أنه صنفها إلى صنفين، الأول يخدم اللغة لاشتماله على نصوص كثيرة من كلام العرب، تمكن المتعلم من إتقان اللغة، والثاني لا يخدم اللغة ولا يفيد الملكة؛ لأنه يهتم بصنعة الإعراب وحدها، فضلاً عن خلوه من كلام العرب شعره، ونثره
(٣) وأخيراً، وقف على رأي ابن خلدون في تحصيل الملكة اللسانية بين العربي والأجنبي، الذي ينص فيه على اختلاف الاستعداد في تحصيلها بين العربي والمستعرب والأجنبي، ولا شك في أنَّ ابن خلدون في موقفه هذا يؤيد علماءنا الأقدمين الذين ربطوا بين اللغة والعنصر ربطاً قوياً
ومعظم الأفكار التي أوردها المؤلف في هذا البحث أعاد نشرها -بعد ذلك- في كتابه «الملكة اللسانية في نظر ابن خلدون».

• «المصطلح العلمي العربي، وسائله اللغوية، وصياغته العربية» [مجلة (كلية اللغة العربية) الرياض، العدد (٩) ١٩٧٩ م]: يؤكد قدرة العربية على استيعاب مفردات العلوم، ومبتكرات الحضارة، وأنَّ فيها غنيةً عن اللجوء إلى الترجمة، بما تمتلكه من وسائل يمكن بها الحصول على المصطلح العلمي العربي، وسبق ذكر هذه المسألة أثناء الكلام عن كتاب «المظاهر الطارئة على الفصحى».
_________
الترجمة: لخَّصها ورتَّبها (فريق المكتبة الشاملة)، عن رسالة ماجستير لـ خالد خليل هادي بعنوان «محمد عيد وجهوده اللغوية»، قسم اللغة العربية، كلية التربية ابن رشد - جامعة بغداد، ١٤٣٧ هـ - ٢٠٠٦ م