للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

كتب المؤلف

التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

الكتاب: التبشير والاستعمار في البلاد العربية (عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي) المؤلف: الدكتور مصطفى خالدي - الدكتور عمر فروخ الناشر: المكتبة العصرية - صيدا - بيروت الطبعة: الخامسة، ١٩٧٣ عدد الصفحات: ٢٧٤ أعده للمكتبة الشاملة / توفيق بن محمد القريشي. [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

تعريف بالمؤلف

الدكتور مصطفى خالدي (١٨٩٥ - ١٩٧٨)

الطبيب الدكتور مصطفى خالدي من مواليد بيروت عام ١٨٩٥، سوري الأصل، من عائلة تعود بجذورها إلى مدينة حمص وإلى أسرة خالدي التي تعود بنسبها إلى خالد بن الوليد. كان والده مقدمًا في الجيش العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨، ثم سجن وتوفى في بيروت.

تعلم مصطفى خالدي في صغره في المدارس الإسلامية في بيروت، حيث تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم. ثم تابع دروسه الثانوية في مدرسة (Church of scotland)، ومن ثم في الجامعة الأميركية في بيروت حيث التحق في كلية الطب. وفي هذه الأثناء دعي إلى الخدمة العسكرية في الجيش العثماني، لذا، فإنه أكمل دراسته في كلية الطب التي أسستها الحكومة العثمانية، فأتم دراسته باللغة التركية، وتخرج برتبة ملازم أول في الجسم الطبي، كما انتدب لوقت قصير إلى فلسطين عام ١٩١٤.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨، التحق مجددًا بالجامعة الأميركية، ونال منها شهادة الطب العالمية عام ١٩٢٠. مارس الدكتور مصطفى خالدي عمله الطبي في مستشفى الجامعة الأميركية مساعدًا للدكتور (Dorman) أستاذ التوليد.
اشتهر الدكتور خالدي في بيروت ولبنان بأنه أشهر جراح في التوليد. رقي إلى رتبة أستاذ في التوليد. كما أوكلت إليه أمر رئاسة قسم التوليد عندما أحيل الدكتور (Dorman) إلى التقاعد.

حاز الدكتور خالدي على منحة (روكفلر) فكانت له فرصة علمية، للاطلاع على أساليب التوليد الحديثة في كليات أميركا ومستشفيات كندا ولندن وباريس، وبذلك أتم تحصيله الطبي وابحاثه في طب النساء والتوليد بتفوق باهر.

في عام ١٩٤٨ اقترن بالسيدة وفيقة نقاش خريجة المدرسة السورية الإنجليزية في بيروت ورزقا السادة: رمزي، سامي، نديم والسيدة ليلى. وقد تولى أنجاله الأطباء من بعده إدارة مستشفاه.

كان الدكتور مصطفى خالدي بالإضافة إلى إسهاماته الطبية والعلمية، متفاعلاً مع مجتمعه وبيئته، فهو أحد أعضاء حزب الهيئة الوطنية، والكتلة الإسلامية، وكان أحد أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وهو أول من أسهم في تأسيس «جمعية الشابات المسلمات»، وله الفضل عام ١٩٤٨ في تأسيس كلية التمريض التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت التي أطلقت على قاعة اسم «قاعة الدكتور مصطفى خالدي» تكريمًا ووفاء له ولإسهاماته. كما كان له الفضل في تأسيس المستشفى الإسلامي في بيروت (مستشفى المقاصد فيما بعد).

في عام ١٩٥٢ أسس «مستشفى خالدي» في رأس بيروت للتوليد والجراحة قرب الجامعة الأميركية في الشارع الذي أطلقت بلدية بيروت اسمه عليه قريبًا من شارع المكحول، وأطلق على المستشفى يومذاك اسم «مستشفى ليلى خالدي» غير أنه عرف وما يزال باسم مستشفى خالدي. وبما أنه كان يملك حسًا وطنيًا وقوميًا وإسلاميًا، فقد أسهم إسهامًا بارزًا مع جامعة الدول العربية ومؤسسات المجتمع الأهلي في بيروت في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين النازحين من فلسطين إلى لبنان.

له العديد من المؤلفات والمقالات العلمية والطبية والسياسية لاسيما في مجال التوليد، وله كتاب مهم باللغة الإنجليزية صدر عام ١٩٥٣ يتحدث فيه عن واقع لبنان بعنوان: (Muslim Lebanon Today). ونظرًا لخطورة ما جاء فيه من معلومات، فقد عمدت السلطات اللبنانية آنذاك إلى مصادرته وإحراقه. كما أحيل الدكتور خالدي إلى المحاكمة.

وقد قامت جامعة بيروت العربية عام ١٩٧٧ بهمة الحاج توفيق حوري بترجمته إلى اللغة العربية بواسطة الأخ المرحوم الأستاذ محمود الحوت بعنوان " حاضر لبنان المسلم ". وكان قد اتفق معه قبل وفاته بأشهر على هذه الترجمة إلى العربية. ويعتبر الطبيب الدكتور مصطفى خالدي من أهم الشخصيات ليس في مجال الطب فحسب، ولكن في المجالات الإسلامية والوطنية والقومية، وكان في مقدمة الوطنيين المناضلين في سبيل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.

من مؤلفاته الأخرى: " على عتبة الأمومة " مطبعة طبارة ١٩٥٣، و" صحة الحامل " بيروت ١٩٢٨، و" التبشير والاستعمار في البلاد العربية " بالاشتراك مع الدكتور عمر فروخ ١٩٥٣.

يضاف إلى ترجمته:
عمل (٤٥ سنة) طبيبًا للولادة، وأجرى في حياته حوالي (٣٠) ألف عملية جراحية، منها (١٥) ألف ولادة، والباقي مختلفة.
مات في ١٥ أيلول (أغسطس) سنة ١٩٧٨

انظر: المستدرك على تتمة الأعلام للزركلي (الأول والثاني)، محمد خير رمضان يوسف، ص ٢٦٩، الطبعة الأولى ١٤٢٢ - ٢٠٠٢ م، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع. بيروت - لبنان.
نقلاً عن " سجل الأيام ": ٣/ ٣٠٧. وهكذا وردت سنة وفاته في هذا المصدر بالتحديد، بخلاف المصدر السابق.