للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما المركز الصغير الثالث فقد كان يقع في جنوب الأناضول، وفي مطلع العصر الحجري الحديث تقاربت الجماعات القاطنة في هذه المنطقة حضاريا مع سكان جنوب شرق الأناضول وتأثيرهم.

٦- حفائر شبه الجزيرة العربية:

- لقد كان مناخ الجزيرة خلال الآلاف ٦-٣ ألطف بكثير مما هو عليه الآن، وتوفرت هنا في العديد من الأماكن الظروف الملائمة لتطور الزراعة والرعي، وللأسف لا يزال تاريخها المبكر جدا غير مدروس حتى الوقت الحاضر، ولكن من المعروف أن مستوى مجتمعات الجزء الشرقي من الجزيرة العربية لم يكن أدنى إلى حد ملحوظ من مستوى حضارات ما بين النهرين، وكانت تزرع هناك آنذاك أشجار النخيل، وبعض النباتات الأخرى، وفي المناطق الداخلية للجزيرة العربية كان السكان يمارسون الرعي، ومع مرور الزمن استطاعوا تدجين الجمل ذي السنام الواحد.

٧- حفائر مصر:

وفي مصر اكتسبت مراقبة الفيضانات وضبطها أهمية بالغة بالنسبة للزراع القدامى عندما بدأ المصريون بناء الأقنية وإقامة السدود والجسور والقناطر لمجابهة نزوات نهر النيل الهائج، وتنظيم منسوب مياه النهر، وأصبحت مصر العليا ضمن منطقة التأثير المباشر أو غير المباشر لمركز آسيا الأمامية، لكن أعمال الري الضخمة لم تبدأ إلا في عصر الفراعنة، وبفضل الانتقال إلى الزراعة والرعي أرسيت المقدمات المادية الثابتة لتشكيل الحضارة.

٨- دراسة تاريخ الكتابة:

- منذ زمن طويل يعكف العلماء على دراسة تاريخ الكتابة، وبالرغم من أنه لم تتضح بعد أشياء عديدة في هذا المجال قد تسنى تحقيق الكثير فيه، فقد استطاع العلماء أن يبينوا كيفية نشوء بعض الأبجديات، وأن يتقصّوا أصل العديد من الأنظمة اللغوية وطرق تطورها، وأن يظهروا الترابطات والتعاقبات القائمة بينها، وهم يفترضون أن

<<  <   >  >>