للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توجد بصورة واحدة، ولا بصورة متقاربة في جميع اللهجات السامية، أما الكلمات التي تدل على جمل، فهي كلمة واحدة تقريبا في جميع اللهجات، واستنبط فون كريمر من هذه الظاهرة حقيقة جغرافية هامة، وهي: أن موطن الساميين الأصلي، لا بد أن يكون بيئة قد استوطنها الجمل منذ أقدم العصور؛ وفي الوقت نفسه لا تعيش فيها النعامة، ولا يوجد فيها نخل.

ويوصف هذا الرأي بأنه رأى لغوي؛ لأنه يقوم على أساس لغوي بحت، ومن ثم يصعب على الباحث، المحقق أن يجعله القول الفصل في هذا البحث المشكل؛ فإن هناك أسبابا قوية تدعونا إلى الشك فيه، وتحول دون قبوله، وعده نهائيًّا في حل المشكلة.

ومن بين هذه الأسباب: ما ذكره نولدكه شيخ المستشرقين، وهو: أن من الممكن أن نجمع عدة ألفاظ، تعد من الألفاظ العامة المشتركة، التي ورثتها جميع اللهجات السامية، والتي لا تنطبق مدلولاتها على أشياء واحدة في البلاد، التي يقول أصحابها هذا الرأي، أنها كانت موطن الساميين الأول، ولا في بلاد بابل، والتي يقال إنها موطن الساميين الأول.

رابعا: الرأي العربي

يتلخص هذا الرأي: في أن جزيرة العرب هي الموطن الأصلي للساميين؛ أول من قال بهذا الرأي هو: سايك الإنجليزي Sayce فقد ذكر في كتاب ألفه في قواعد اللغة الآشورية، وظهر في سنة ١٨٦٢ العبارة التالية: "إن جميع التقاليد السامية تدل على أن جزيرة العرب هي موطن الساميين الأول؛ فإنها البلاد الوحيدة التي تدل على أن جزيرة العرب هي موطن الساميين الأول؛ فإنها البلاد الوحيدة التي بقيت؛ أي لم يؤثر فيها نفوذ أجنبي يخرجها عن طبيعتها، وأن مميزات الجنس السامي؛ التي منها: القوة في العقيدة الدينية، والشجاعة الخلقية، وقوة الخيال؛ لا بد أن يكون مصدرها الصحراء، وفي سنة ١٨٧٣ أعلن شريدر الألماني الرأي نفسه في مجلة "تاس أو سلاند" بحث فيه العلائق الدينية، والجغرافية، والتاريخية، واللغوية، التي كانت تربط الأمم السامية بعضها ببعض، ثم وصل إلى النتيجة نفسها، وهي: أن بلاد العرب كانت مهد هؤلاء جميعًا قبل أن يتفرقوا، وفي سنة ١٨٧٥ نشر

<<  <   >  >>