علامات جعلها بعض المفسرين من كلمات "إبراهيم"، التي ذكرت في القرآن الكريم في قوله تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}[البقرة: ١٢٤] .
ذهب القائلون بهذا الرأي: إلى أن تلك الكلمات هى عشر: خمس في الرأس، وخمس في الجسد؛ فأما التي في الرأس، فالمضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، وفرق الرأس، والسواك، وأما التي في الجسد فهي: الاستنجاء، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط وخلق العانة، والختان، ومن سنن شريعة "إبراهيم" الاختتان، وهو من العادات القديمة الشائعة بين العرب الجاهليين الوثنيين.
أما العرب النصارى فلم يكونوا يختتنون، فالحنفاء في هذه العادة والوثنيون سواء.
وفي أخبار معركة "حنين" أن الأنصار حينما أجهزوا على قتلى "ثقيف" ممن سقط في هذه المعركة مع "هوازن" وجدوا عبدا عندما كشف؛ ليستلب ما عليه وجد "أغرل"، فلما تبين ذلك للأنصار نادى أحدهم بأعلى صوته: يعلم الله أن ثقيفا "غرل" ما تختتن، فقام إليه:"المغيرة بن شعبة" -وهو من ثقيف- فأخذ بيده، وخشي أن يذهب ذلك عن قومه في العرب، فقال له: لا تقل ذلك فداك أبي وأمي؛ إنما هو غلام لنا نصرانى، ثم جعل يكشف له قتلى قومه ويقول له: ألا تراهم مختتنين.
ويتبين من هذا الخبر: أن العرب كانوا يعدون "الغرل" شيئًا معيبًا ومنقصة تكون حديث الناس.
وهناك خبر آخر يفيد أن العرب جميعا كانوا يختتنون، وأن الاختتان كان من السمات التى تميزهم عن غيرهم، وأنهم في ذلك "كاليهود".