للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل السبب الذي مال إليه حامد عبد القادر لا يتأيد تاريخيا؛ لأن خليفة آشور ناصر، وهو شلمناصر الثالث ٨٥٩-٨٢٤ ق. م. واجه تحالفا عسكريا في وادي نهر العاص، على رأس هذا التحالف العسكري "بن-هدد" ملك دمشق الآرامي، والتحالف يضم جيش آحاب ملك العبرانيين، وجيش جندب، وهو شيخ من شيوخ العرب، وفي هذه المعركة ذكر لأول زعيم عربي في التاريخ، يذكر اسمه بوضوح.

٣- البابليون الآشوريون:

ورد في سفر التكوين "وكان سفرهم إلى الشرق -أي أبناء نوح- أن وجدوا بقعة من الأرض، في أرض شنعار فأقاموا هناك"١ شنعار: هي بلاد بابل، وهي جزء من بلاد حوض دجلة والفرات يقع جنوب مدينة بابل القديمة، ويمتد إلى الخليج الفارسي، ولم يطلق اسم بابل على هذا الإقليم إلا بعد أن استولى عليه "سرجون الأول" في القرن الثامن والثلاثين ق. م. وأقام هناك معبدا جديدا للإله "صردوح"، ثم أطلق على المدينة التي أقام بها ذلك المعبد اسم "باب إيل" وأصبحت فيما بعد بابل؛ على أنه قد ورد في سفر التكوين "١١-٨٩" تعليلا آخر لهذه التسمية؛ فقد قيل هناك: إنها سميت كذلك؛ لأن قوما من الأقدمين بَنَوْا هناك هيكلا كانوا يجلسون عند بابه للفصل في قضاياهم، وفيما يحدث بينهم من خلافات، فسميت المدينة باسم "باب إيل" أي باب الله؛ لأن ذلك هو الاسم الذي أطلقه هؤلاء القدماء على باب الهيكل.

يقول أرسطو: إن بابل أمة أكثر منها مدينة٢.

يقول يردسوس: إن بلاد بابل كانت مقرا لجموع من الناس ينتمون إلى شعوب أجنبية، كانت قد أقامت في بلاد الكلدان فترات متعاقبة قبل أن يسكنها الساميون٣.

وكانت كلديا تنقسم إلى مقاطعتين؛ الأولى في الشمال وهي مقاطعة آكد.


١ "بابل": نجيب إبراهيم جـ٣ ص١٨٦، "الأمم السامية" ص٣١.
٢ "تراث العالم القديم" ص٤٥.
٣ "السياسة" جـ٣.

<<  <   >  >>