للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه ليست مناهج وأن التسمية خطأ. فالقائمة المدعاة للمناهج ما هي في واقع الأمر سوى بيان بأسماء مختلف العلوم التي يعرف كل منها وفقا للمشاكل التي يحاول حلها, وبذلك يخلطون بين المناهج من ناحية وبين المشاكل والعلوم من ناحية أخرى.

بتعبير آخر، قد يظن الباحث أنه يعرف, أو يصف المنهج الذي اتبعه كتّاب آخرون بينما هو في الحقيقة يصف نمط المشاكل التي تناولوها أو جوانبها المختلفة. ويخلص أيزنمان من ذلك إلى التوصية بضرورة التخلص من ذلك الخلط عن طريق التمييز بشكل حاسم بين "الموضوعات والمشاكل" التي تكون مادة العلوم، وبين "المناهج" أو الوسائل التي تستخدم في دراستها١.

لهذا سنستعمل اصطلاح مدخل في هذه الدراسة للإشارة إلى المعايير المستخدمة في انتقاء الأسئلة التي تطرح, والضوابط التي تحكم اختيار موضوعات ومعلومات معينة أو استبعادها من نطاق البحث. أما المنهج -كما سنشرح فيما بعد- فسيشار إليه بصفة عامة بمعنى وسيلة الحصول على المعلومات, وكيفية استخدامها.

في الدراسات السياسية كما هو الحال في كثير من فروع العلوم الاجتماعية, يمكن استعمال مدخل أو أكثر في فهم ومعالجة الموضوع. ويربط الباحثون عادة المدخل الذي يختارونه بأحد المجالات التالية:


١ Charles Eisenmann, "On the Matter and Methods of the Political [Sciences", op. cit., PP. ١١٢, ١١٤, ١١٥;
قارن كابلان: "إن المنهج في معناه الصحيح هو المساعدة على الفهم بشكل أعمق، ليس لنتائج البحث العلمي، وإنما لنسق وأسلوب البحث نفسه".
A. Kaplan, The Conduct of Inquiry (Methodology for Behavioral Science) , San Francisco ١٩٦٤, Quoted by M. Grawitz, Methodes des Sciences Sociales, op. cit., P.١٩; cf. also, M. Grawitz, p. ٣٣٤.

<<  <   >  >>