للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحقائق إلى الثانية, وهي الفروض أو تكوين المفاهيم١.

أما الاستنباط "أو الاستنتاج" فهو استخدام قوانين المنطق في إثبات, أو الاستدلال على نتيجة ما من فرض أو أكثر. هذه النتيجة عبارة عن سلسلة من الفروض كل منها إما مقدمة, أو فرض ينتقل مباشرة من فروض أسبق في تلك السلسلة. وتجب ملاحظة أنه في النتيجة التي أمكن الاستدلال عليها تختفي الحقائق في الفروض, مما يدعو إلى استنتاجها بالتحليل المنطقي.

هذا, وقد أدت الدراسات التي جرت في القرنين التاسع عشر والعشرين حول مشاكل المنطق الرياضي, إلى إكساب الأفكار الغامضة المرتبطة بالاستنباط مزيدا من الدقة، كما أظهرت أن المفهوم الشائع عن الاستنباط كانتقال من العام إلى الخاص هو مفهوم ناقص٢.

وفي الواقع، كانت وجهة النظر القديمة -التي تعرضت لنقد شديد- ترى أن الاثنين متناقضان, وأنه في حالة الاستقراء ينتقل التفكير من الخاص إلى العام بينما في الاستنباط يحدث العكس. وتعتبر مثل هذه المناقشة سقيمة حيث إنه لا غنى عن الاثنين في البحث العلمي.

ولعل الأدق هو التمييز بينهما على أساس أن منهج الاستقراء يسعى إلى إثبات حقيقة ما عن طريق ملاحظة الواقع الحي, بينما ينصرف الاهتمام في منهج الاستنباط في المرتبة الأولى إلى المعاني المتضمنة في فروض معينة٣.


١ J.M. Bocheski, The Methods of Contemporary Thought, New York and Fvanston ١٩٦٨, pp. ١٠٧, ١٠٨.
لمزيد من التفاصيل حول الاستقراء وأنواعه انظر: ياسين خليل، منطق المعرفة العلمية، مرجع سابق، ص٢١٨ وما بعدها.
٢ M. Roesnthal, P. Yudin, eds., A Dictionary of Philosophy, op. cit., pp. ٢١٤, ٢١٥,١١٢ ; cf. A. Brecht, Political Theory, op. cit., pp. ٢٨, ٥٦, ٥٩, ٥١٦.
٣ Dyke, p. ١٨٤; S. L. Wasby, Political Science "The Discipline and its Dimensions", op. cit., p. ٢?.

<<  <   >  >>