يخضع, أو يكون قابلا للمشاهدة. هذا الشيء الذي يمكن مشاهدته هو ما يسميه هوسيرل بالظاهرة.
وأخيرا هناك نوعان آخران من تلك المناهج هي: البدهي أو الأولي Axiomatic Method, ثم ما يسمى بالمناهج المصغرة Reductive Methods.
على العموم، لا بد هنا من إعادة تأكيد الحقيقة التي سبقت الإشارة إليها من أن المنهج ليس عصا سحرية. فالقاعدة هي أن استخدام منهج ما يمكن أن يعطي نتائج هامة ومفيدة في حالة واحدة، تلك هي الاستفادة منه وتطبيقه بشكل هادف وذكي.
معنى ذلك أنه لا يمكن تجنب الفشل حتى مع استعمال أفضل المناهج العلمية وأحدثها إذا فشل الباحث في طرح الأسئلة الملائمة للموضوع. ففي حالة المنهج المقارن -على سبيل المثال- نجد أنه إذا اقتصر الباحث على مجرد عقد مقارنات بين حكومتين, أو أية وحدات أخرى فلن تكون النتيجة سوى مقارنات باردة وتافهة.
بالمثل، قد لا يوفق المشرع في سنّ القوانين اللازمة لعلاج بعض الظواهر كانحراف الأحداث أو الانفجار السكاني في دولة محدودة الموارد أو زيادة حالات الطلاق ... إلخ، إذا جانبه الصواب في طرح الأسئلة لكل حالة، والاهتداء إلى مداخل ومناهج بحث تناسب ظروف كل منها.
على العكس من ذلك، إذا طرحت الأسئلة الملائمة ووضعت الفروض الصحيحة ردا عليها, صار للمنهج مغزى وأهمية. ومن ثم, فإن المنهج يأتي دائما في المرتبة الثانية بعد توضيح المشكلة أو موضوع البحث, وتحديد الأسئلة الواجب طرحها تمهيدا لبدء الدراسة.