للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبهذا الاتجاه العلمي الخالص مضيتُ أجمع البراهين، وأقيّد الأدلة، وأتناول الموضوع ... فانتهيت إلى ما سيعرض على القارئ في هذا البحث بعد حين ... وتبارك الله الذي نزل الكتاب بالحق وهو خير المنزلين ...

قدمت هذا البحث بكلمة موجزة شرحت فيها المقصود برسم المصحف, وتطور هذا الرسم منذ أبي بكر -رضي الله عنه- إلى أن كتب عثمان -عليه الرضوان- مصحفه الإمام، ثم رددت شبهة القائلين بأن القراءات تابعة للرسم، وبينت أن القراءة سنة متبعة، ثم ذكرت موقف القدامى -نحويين وقرّاء- من رسم المصحف والاحتجاج به، وبينت الرأي الذي أرتضيه، ثم تعرضت للاختيار عند القرّاء، ومتى يكون صحيحًا غير مردود، وهو موضوع يمتّ بصلة وثيقة إلى القول بأن القراءة سنة ...

تلكم كانت أهداف الموضوع، وذلكم منهج البحث فيه، وقد استفتيت فيه ما وصلت إليه يدي من كتب النحو والقراءات، فاستعنت فيه بسيبويه, والكسائي، والفراء، وأبي حاتم السجستاني، وأبي بكر بن مجاهد، وابن جرير الطبري، والزجاج، والزجاجي، والرماني، وأبي علي الفارسي، وابن جني، والربعي، ومكي بن أبي طالب القيسي، والداني، وأبي العباس القسطلاني، وابن الجزري، والبنا الدمياطي، وغير هؤلاء من النحويين والقراء.

وبعد, فهذه لبنة في صرح الدراسات القرآنية الشامخ المكين، وجهد متواضع بذلته وفاء لحق القرآن وما له من فضل علينا عظيم ... ورغبة في أن يقر في صدر القارئ ما وقر في صدري -بعد البحث والتأييد- أن القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, تنزيل من حكيم حميد١.

٢١ من شعبان ١٣٧٩هـ

١٨ فبراير "شباط" ١٩٦٠م

عبد الفتاح شلبي

مصر الجديدة


١ من فضل الله عليّ، وتحدثا بنعمته, أن يكون هذا الكتاب أول ما ألف في موضوعه، وقد كتب الشيخ عبد الفتاح القاضي -رحمه الله- كتابه: "القراءات في نظر المستشرقين والملحدين" القاهرة ١٩٧٢, كتبه بعد كتابي هذا باثني عشر عامًا, والحمد لله على توفيقه.

<<  <   >  >>