٢ ورد هذا الحرف في أربعة عشر موضعًا من القرآن الكريم، أولها: ١٦٤/ البقرة. ٣ ورد هذا الحرف ثماني مرات في القرآن الكريم، أولاها: ٧/ الفاتحة. ٤ سبق أن قلت في أكثر من موضع: إن القرآن حجة على اللغة، لا اللغة حجة على القرآن، وما دامت القراءة بالجمع بين ساكنين لم يكن أولها حرف لين، قد وردت من طريقها المقطوع بصحته, فإنها هي التي يجب أن يصار إليها وأن تقعَّد عليها القواعدُ، هذا على فرض أن الجمع بين الساكنين لم يرد عن العرب، كيف وقد ورد. فلنصغِ إلى الإِمام ابن الجزري, يقول القول الفصل: قال -رحمه الله- في معرض حديثه عن قراءات هذا الحرف: واختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر، فروى عنهم المغاربة قاطبة إخفاء كسرة العين ليس إِلا، يريدون الاختلاس؛ فرارًا من الجمع بين الساكنين. وروى عنهم العراقيون والمشرقيون قاطبة الإسكان، ولا يبالون من الجمع بين الساكنين لصحته رواية, ووروده لغة. وقد اختاره الإمام أبو عبيدة أحد أئمة اللغة، وناهيك به، وقال: هو لغة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يروى: "نِعْمّا المال الصالح للرجل الصالح"، وحكى النحويون الكوفيون سماعًا من العرب: "شهْر رّمضان" مدغمًا، وحكى ذلك سيبويه في الشعر، وروى الوجهين جميعًا عنه الحافظ أبو عمرو الداني، ثم قال: والإسكان آثَر، والإخفاء أقيس. ص"٣٤٦" رسالة دكتوراه بإشرافنا "الموضح في وجوه القراءات" تحقيق ودراسة عمر حمدان الكبيسي, جامعة أم القرى ١٤٠٨هـ. ٥ المصدر السابق: ص٣٤٧. ٦ المصدر السابق: ص٣٤٨.