للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم اقن حياءك أيها المغرد (١) بالنحيب، المتزين بالخلق المتحبب إلى الغواني بالمشيب الخضيب، أين عزب عقلك وكيف نكص على عقبه (٢) فهمك ولبك أبلغت العصبية من قلبك، أن تطمس على نوري (٣) بصرك ولبك

أما قولك " الملوك منا " فقد كان الملوك منا أيضاًن وما نحن إلا كما قال الشاعر:

فيومٌ علينا ويومٌ لنا ... ويومٌ نساء ويومٌ نسرّ إن كان الآن كرسي جميع بلاد المغرب عندكم بخلافة بني عبد المؤمن، أدامها الله تعالى، فقد كان عندنا بخلافة القرشيين الذين يقول مشرقيهم:

وإنّي من قوم كرام أعزّة ... لأقدامهم صيغت رؤوس المنابر

خلائف في الإسلام في الشرك قادة ... بهم وإليهم فخر كلّ مفاخر ويقول مغربيهم (٤) :

ألسنا بني مروان كيف تبدلت ... بنا الحال أو دارت علينا الدوائر

إذا ولد المولود منّا تهلّلت ... له الأرض واهتزّت إليه المنابر وقد نشا في مدتهم من الفضلاء والشعراء ما اشتهر في الآفاق، وصار أثبت في صحائف (٥) الأيام، من الأطواق في أعناق الحمام:


(١) ق: المفرد.
(٢) م: على عقبيه؛ ب: على عقب.
(٣) م: نور، وسقطت اللفظة من ق هي والعبارة من قوله: أبلغت ... لبك.
(٤) البيتان من شعر محمد بن عبد الملك حفيد عبد الرحمن الناصر (الحلة ١: ٢٠٩) قال ابن الأبار: وقد أنشد أبو منصور الثعالبي في اليتيمة من تأليفه هذا الشعر ونسبه إلى الحكم المستنصر بالله ... وهذا من أغلاظ أبي منصور وأوهامه الفاحشة.
(٥) ب ودوزي: على صحائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>