للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرّوا بنا أصلاً من غير ميعاد ... فأوقدوا نار قلبي أيّ إيقاد

لا غرو إن زاد في وجدي مرورهم ... فرؤية الماء تذكي غلّة الصادي وهل لكم ملك ألف في فنون الآداب كتاباً في نحو مائة مجلدة مثل المظفر ابن الأفطس ملك بطليوس ولم تشغله الحروب ولا المملكة عن همة الأدب وهل لكم من الوزراء مثل ابن عمار في قصيدته التي سارت أشرد من مثل، وأحب إلى الأسماع من لقاء حبيب وصل التي منها (١) :

أثمرت رمحك من رؤوس ملوكهم ... لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا

وصبغت درعك من دماء كماتهم ... لمّا رأيت الحسن يلبس أحمرا ومثل ابن زيدون في قصيدته التي لم يقل مع طولها في النسيب أرق منها، وهي التي يقول فيها:

كأنّنا لم نبت والوصل ثالثنا ... والسّعد قد غضّ من أجفان واشينا

سرّان في خاطر الظّلماء يكتمنا ... حتّى يكاد لسان الصبح يفشينا وهل لكم من الشعراء مثل ابن وهبون في بديهته بين يدي المعتمد بن عباد وإصابته الغرض حين استحسن المعتمد قول المتنبي:

إذا ظفرت منك المطيّ بنظرة ... أثاب بها معيي المطيّ ورازمه فارتجل:

لئن جاد شعر ابن الحسين فإنّما ... تجيد العطايا واللها تفتح اللها

تنبأ عجباً بالقريض ولو درى ... بأنّك تروي شعره لتؤلّها


(١) أورد المقري قصيدة ابن عمار، في النفح ج: ١ ص: ٦٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>