للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهل لكم مثل شاعر الأندلس ابن دراج الذي قال فيه الثعالبي (١) " هو بالصقع الأندلسي كالمتنبي بصقع الشام " الذي إن مدح الملوك قال مثل قوله (٢) :

ألم تعلمي أنّ الثّواء هو التّوى ... وأنّ بيوت العجزين قبور

وأنّ خطيرات المهالك ضمّنٌ ... براكبها أنّ الجزاء خطير

تخوّفني طول السّفار وإنّه ... بتقبيل كفّ العامريّ جدير (٣)

مجير الهدى والدين من كلّ ملحدٍ ... وليس عليه للضّلال مجير

تلاقت عليه من تميمٍ ويعربٍ ... شموسٌ تلاقت في العلا وبدور

هم يستقلّون الحياة لراغبٍ ... ويستصغرون الخطب وهو كبير

ولمّا توافوا للسّلام ورفّعت ... عن الشمس في أفق الشروق ستور

وقد قام من زرق الأسنّة دونها ... صفوفٌ ومن بيض السيوف سطور

رأوا ساعة الرحمن كيف اعتزازها ... وآيات صنع الله كيف تنير

وكيف استوى بالبرّ والبحر مجلسٌ ... وقام بعبء الراسيات سرير

فجاؤوا عجالاً والقلوب خوافقٌ ... وولّوا بطاء والنواظر صور

يقولون والإجلال يخرس ألسناً ... وحازت عيون ملأها وصدور

لقد حاط أعلام الهدى بك حائطٌ ... وقدّر فيك المكرمات قدير وأنا أقسم بما حازته هذه الأبيات، من غرائب الآيات، لو سمع هذا المدح سيد بني حمدان لسلى به عن مدح شاعره الذي ساد كل شاعر، ورأى أن هذه الطريقة أولى بمدح الملوك من كل ما تفنن فيه كل ناظم وناثر.

وإن ذكر الغرب عن الأوطان، ومكابدة نوائب الزمان، قال (٤) :


(١) م: الثعالبي في اليتيمة.
(٢) ديوان ابن دراج.
(٣) الديوان: لتقبيل كف العامري سفير.
(٤) ديوان ابن دراج: ١١٠، ١١٢ وانظر المغرب ٢: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>