للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت وقد مزج الفراق مدامعاً ... بمدامع وترائباً بترائب

أتفّرقٌ حتى بمنزل غربة ... كم نحن للأيّام نهبة ناهب

ولئن جنيت عليها ترحة راحلٍ ... فأنا الزعيم لها بفرحة آيب

هل أبصرت عيناك بدراً طالعاً ... في الأفق إلاّ من هلالٍ غارب وإن شبه قال (١) :

كمعاقلٍ من سوسنٍ قد شيّدت ... أيدي الربيع بناءها فوق القضب

شرفاتها من فضّة وحماتها ... حول الأمير لهم سيوف من ذهب وهل من شعرائكم من تعرض لذكر العفة فاستنبط ما يسحر به السحر، ويطيب به الزهر، وهو أبو عمر ابن فرج في قوله (٢) :

وطائعة الوصال عففت عنها ... وما الشّيطان فيها بالمطاع

بدت في الليل سافرةً فباتت ... دياجي اللّيل سافرة القناع

وما من لحظةٍ إلاّ وفيها ... إلى فتن القلوب لها دواعي

فملّكت النّهى جمحات شوقي ... لأجري في العفاف على طباعي

وبتّ بها مبيت السّقب (٣) يظما ... فيمنعه الكعام من الرضاع

كذاك الروض ما فيه لمثلي ... سوى نظر وشمٍّ من متاع

ولست من السوائم مهملات ... فأتّخذ الرياض من المراعي وهل بلغ أحد من مشبهي شعرائكم أن يقول مثل قول أبي جعفر اللمائي (٤) :


(١) ديوانه: ٣٦.
(٢) الأبيات لأبي عمر أحمد بن محمد بن فرج الجياني (الجذوة: ٩٧ - ٩٨ والمطمح: ٨٠ والمغرب: ٢: ٥٦) .
(٣) م: السقط.
(٤) ترجمته في المطمح: ٢٥ ولم يورد البيتين؛ والذخيرة ١ / ٢: ١٣٢، وهما منسوبان لابن برد في الذخيرة ١ / ٢: ٤٧، وأوردهما ابن سعيد للمائي في عنوان المرقصات: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>