للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا فأت في أبوابه كلّ مسلك ... ولا تك محلاً حيثما قمت تقعد قال ابن سعيد: وأنشدني لنفسه:

ولمّا دجا ليل العذار بخدّه ... تيقنت أنّ الليل أخفى وأستر

وأصبح عذّالي يقولون صاحبٌ ... فأخلو به جهراً ولا أتستّر وقال يمدح الأذفونش لعنهما الله تعالى:

حضرة الأذفنش لا برحت ... غضة (١) أيامها عرس

فاخلع النعلين تكرمةً ... في ثراها إنّها قدس قال: وأدخلوني إلى بستان الخليفة المستنصر، فوجدته في غاية الحسن كأنه الجنة، ورأيت على بابه بواباً في غاية القبح، فلما سألني الوزير عن حال فرجتي قلت: رأيت الجنة إلا أني سمعت أن الجنة يكون على بابها رضوان، وهذه على بابها مالك، فضحك واخبر الخليفة بما جرى، فقال له: قل له إنا قصدنا ذلك، فلو كان رضوان عليها بواباً لخشينا أن يرده عنها، ويقول له: ليس هذا موضعك، ولما كان هناك مالك أدخله فيها، وهو لا يدري ما وراءه، ويخيل أنها جهنم، قال: فلما أعلمني الوزير بذلك قلت له: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} (الأنعام: ١٢٤) .

٤ - وكان في زمان الياس بن المدور (٢) اليهودي الطبيب الرندي طبيب آخر كان يجري بينهما من المحاسدة ما يجري بين مشتركين في صنعة، فأصلح الناس بينهما مراراً، وظهر لإلياس من ذلك الرجل الطبيب ما ينفر الناس منه فكتب إليه:


(١) في الأصول: غادة.
(٢) ترجمة الياس في المغرب ١: ٣٣٦ وهو من شعراء المائة السادسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>