وأول هذه القصيدة:
هذي العوالم لفظ أنت معناه ... كل يقول إذا استنطقه الله
بحر الوجود وفلك الكون جارية ... وباسمك الله مجراه ومرساه
من نور وجهك ضاء الكون أجمعه ... حتى تشيد بالأفلاك مبناه
عرش وفرش وأملاك مسخرة ... وكلها ساجد لله مولاه
سبحان من أوجد الأشياء من عدم ... وأوسع الكون قبل الكون نعماه
من ينسب النور للأفلاك قلت له: ... من أين أطلعت الأنوار لولاه
مولاي مولاي بحر الجود أغرقني ... والخلق أجمع في ذا البحر قد تاهوا
فالفلك تجري كما الأفلاك جارية ... بحر السماء وبحر الأرض أشباه
وكلهم نعم للخلق شاملة ... تبارك الله لا تحصى عطاياه
يا فاتق الرتق من هذا الوجود كما ... في سابق العلم قد خطت قضاياه
كن لي كما كنت لي إذ كنت لا عمل ... أرجو، ولا ذنب قد أذنبت أخشاه
وأنت في حضرات القدس تنقلني ... حتى استقر بهذا الكون مثواه
ما أقبح العبد أن ينسى وتذكره ... وأنت باللطف والإحسان ترعاه
غفرانك الله من جهل بليت به ... فمن أفاد وجودي كيف أنساه
مني علي حجاب لست أرفعه ... إلا بتوفيق هدي منك ترضاه
فعد علي بما عودت من كرم ... فأنت أكرم من أملت رحماه
ثم الصلاة صلاة الله دائمة ... على الذي باسمه في الذكر سماه
المجتبى وزناد النور ما قدحت ... ولا ذكا من نسيم الروض مسراه
والمصطفى وكمام الكون ما فتقت ... عن زهر زهر يروق العين مرآه
ولا تفجر نهر للنهار على ... در الدراري فغطاه وأخفاه
يا فاتح الرسل أو يا ختمها شرفاً ... والله قدس في الحالين معناه