للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسرت وأمر الله طي برودها ... يهدي البرية صنع لطف الباري

مرت بأدواح المنابر فانبرت ... خطباؤها مفتنة الأطيار

حنت معارجها إلى أعشارها ... لما سمن بها حنين عشار

لو أنصفتك لكللت أدواحها ... تلك البشائر يانع الأزهار

فتح الفتوح أتاك من حلل الرضى ... بعجائب الأزمان والأعصار

فتح الفتوح جنيت من أفنانه ... ما شئت من نصر ومن أنصار

كم آية لك في السعود جلية ... خلدت منها عبرة استبصار

كم حكمة لك في النفوس خفية ... خفيت مداركها عن الأفكار

كم من أمير أم بابك فانثنى ... يدعى الخليفة دعوة الإكبار

أعطيت أحمد راية منصورة ... بركاتها تسري من الأمصار

أركبته في المنشآت كأنما ... جهزته في وجهة لمزار

من كل خافقة الشراع مصفق ... منها الجناح تطير كل مطار

ألقت بأيدي الريح فضل عنانها ... فتكاد تصدق لمحة الأبصار

مثل الجياد تدافعت وتسابقت ... من طافح الأمواج في مضمار

لله منها في المجاز سوابح ... وقفت عليك الفخر وهي جواري

لما قصدت بها مراسي سبتة ... عطفت على الأسوار عطف سوار

لما رأت من صبح عزمك غرة ... محفوفة بأشعة الأنوار

ورأت جبيناً دونه شمس الضحى ... لبتك بالإجلال والإكبار

فأفضت بها من نداك مواهباً ... حسنت مواقعها على التكرار

وأريت أهل الغرب عزم مغرب ... قد ساعدته غرائب الأقدار

وخطبت من فاس الجديد عقيلة ... لبتك طوع تسرع وبدار

ما صدقوا متن الحديث بفتحها ... حتى رأوه في متون شفار

وتسمعوا الأخبار باستفتاحها ... والخبر قد أغنى عن الأخبار

قولوا لقرد في الوزارة غره ... حلم مننت به على مقدار

<<  <  ج: ص:  >  >>