للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي يومي من الموت أفر ... يوم لا يقدر أم يوم قدر إذا كان الداء من السماء، بطل الدواء.

قال الحائط للوتد: لم تشقني قال: سل من يدقني.

الناس يلحون الطبيب، وإنما ... غلط الطبيب إصابة المقدور (١) قيل لحكيم: أخرج الهم من قلبك، فقال: ليس بإذني دخل.

نفسي تنازعني فقلت لها قري ... موت يريحك أو صعود المنبر

ما قد قضي سيكون فاصطبري له ... ولك الأمان من الذي لم يقدر

ولتعلمي أن المقدر كائن ... لا بد منه صبرت أو لم تصبري ومنه: الهارب من المقدور كالمتقلب في كف الطالب. من كان السلطان يطلبه، ضاق عليه مذهبه " وما أنتم بمعجزين " أسلى آية في التنزيل " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم " إلى قوله تعالى " بما آتاكم ".

ومنه: أخل رجل بخدمة صاحب الإسكندرية، فتغيب، ثم ظفر به عرفاؤه، فقادوه فانساب منهم، ورمى بنفسه في بئر، وتحت الإسكندرية أسراب يسير فيها القائم من أول البلد إلى آخره، فلم يزل يمشي حتى وجد بئراً صاعدة، فتعلق بها، فإذا هي في دار السلطان، فأخذه فأدبه، فانظر كيف فر من قودة السلطان مكرهاً، وأتاه برجله طائعاً.

ذهب القضاء بحيلة العقلاء ... ومنه: قال يزيد بن المهلب لموسى بن نصير (٢) : أنت أدهى الناس وأعلمهم،


(١) هذا البيت لابن الرومي وقافيته: " الأقدار ".
(٢) مر هذا في النفح ج ١، ص: ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>