للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف طرحت نفسك في يد سليمان فقال: إن الهدهد يهتدي للماء في الأرض الفيفاء، وينصب له الصبي الفخ بالدودة أو الحبة فيقع فيه:

ولو جرت الأمور على قياس ... لوقي شرها الفطن اللبيب الواسطي: اختيار ما جرى لك في الأزل، خير من معارضة الوقت.

ابن معاذ: عجبت من ثلاثة: رجل يريد تناول رزقه بتدبيره، ورجل شغله غدوه، وعالم مفتون يعيب على زاهد مغبوط.

ومنه: شكي لبعض الأنبياء امرأة كانت تؤذي أهل زمانها، فأوحى الله إليه: أن فر من قدامها حتى تنقضي أيامها.

ومنه: ابن المعتز: كرم الله عز وجل لا ينقض حكمته، ولذلك لا تقع الإجابة في كل دعوة " ولو اتبع الحق أهواءهم ".

أريد فلا أعطى، وأعطى ولم أرد ... وقصر علمي أن أنال المغيبا (١) ومنه: كان ابن مجاهد ينشد لبعضهم:

أيها المغتدي ليطلب علماً ... كل علم عبد لعلم الكلام

تطلب الفقه كي تصحح حكماً ... ثم أغفلت منزل الأحكام ومنه: قال الأحدب البغدادي للقاضي الباقلاني: هل لله عز وجل أن يكلف الخلق ما لا يطيقونه فقال: إن أردتم بالتكليف القول المجرد فقد وجد، " قل كونوا حجارة " " أنبئوني بأسماء هؤلاء " " ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " وإن أردتم به ما يصح فعله وتركه فالكلام متناقض " وهذا هو الذي نعرفه، لأن التكليف اقتضاء فعل ما فيه مشقة، وما لا يطاق لا يفعل البتة، فقال: سئلت عن كلام مفهوم فطرحته في الاحتمالات، فقال: إني بينت الوجوه المحتملة، فإن اكن معك شيء فهاته،


(١) لبشار: (شرح المختار: ١١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>