للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكل من الإتيان بالضمير متصلًا بعد "إلا" والإضمار قبل الذكر غير جائز عند جمهور النحاة؛ لهذا كان المصراع الثاني من البيتين الأول، والثاني غير فصيح؛ لضعف التأليف فيه.

أما نحو: هزم خالد عدوه, ورفع قبيلته عنترة، ونحو: نعم فارسًا علي١ وربه رجلًا٢، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ٣ فكل ذلك فصيح؛ لأنه جاز على قانون النحو المشهور لتقدم المرجع لفظًا في الأول، ومعنى في الثاني؛ لأنه فاعل ومرتبته التقدم على المفعول، ولتقدمه حكمًا في الأمثلة الباقية؛ لأن وضع الضمير على أن يعود على متقدم، وإنما أخر فيها لنكتة بلاغية كما سيأتي في محله.

التعقيد:

هو أن يكون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد؛ لخلل واقع فيه٤، وهو نوعان: لفظي ومعنوي.

التعقيد اللفظي:

أن يكون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد؛ لخلل واقع في نظمه وتركيبه, بحيث لا يكون ترتيب الألفاظ على وفق ترتيب المعاني بسبب تقديم، أو تأخير، أو فصل، أو حذف، أو نحو ذلك مما ينشأ عنه صعوبة فهم المعنى المراد، وهو على ضربين: شديد وخفيف.

فالشديد, كقول الفرزدق٥ يمدح إبراهيم المخزومي خال هشام بن عبد الملك:

وما مثله في الناس إلا مملكًا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه

يريد: وما مثل هذا الممدوح في الناس حي يقاربه في الفضائل إلا مملكًا، أبو أم ذلك المملك أبو الممدوح، أي: لا يحاكيه أحد إلا ابن اخته.


١ على رأي من يعرب مخصوص "نعم وبئس" مبتدأ لخبر محذوف أو العكس.
٢ المراد: ضمير رب.
٣ المراد: ضمير الشأن.
٤ احترز به عما خفي المراد منه لا لخلل فيه, بل لإرادة المتكلم إخفاء المراد منه لحكمة, كالذي ورد في القرآن من المتشابه والمشكل والمجمل, فلا مقيد فيه.
٥ أحد الشعراء المعروفين في الدولة الأموية.

<<  <  ج: ص:  >  >>