للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما بقية الأسماء التي لا تتفق مع ما أثبتوه من الصفات، فإنهم لا يثبتون ما دلت عليه من المعاني، بل يحرفونها كتحريفهم لمعنى (الرحمة) في اسمه (الرحمن) إلى (إرادة الثواب، أو إرادة الإنعام)، و (الود) في (الودود) بـ (إرادة إيصال الخير) (١).

ومن المخالفات التي وقع فيها بعض هؤلاء بالإضافة إلى ما تقدم:

١ ـ قولهم بأن في الأسماء اسما غير مشتق.

٢ ـ قول بعضهم بأن أسماء الله ليست توقيفية.

٣ ـ مسألة الاسم والمسمى:

وأما بالنسبة لما يتعلق بالمسألة الأولى، فإن بعض الأشاعرة يقسمون الأسماء إلى قسمين:

القسم الأول: أسماء مشتقة.

القسم الثاني: أسماء غير مشتقة.

قال البغدادي: ((جملة أسمائه قسمان مشتق وغير مشتق)) (٢).

فيجعلون اسم الله غير مشتق أي لا يدل على معنى، فيعاملونه معاملة الأسماء الجامدة، وهذا مخالف لمذهب أهل السنة الذين يعتقدون بأن أسماء الله جميعها متضمنة لمعان وليس فيها اسم جامد لا يدل على معنى.

وأما المسألة الثانية وهي كون أسماء الله توقيفية.

فإن الماتريدية وجمهور الأشاعرة يوافقون أهل السنة في هذه


(١) شرح الأسماء الحسنى للرازي ص ٢٨٧.
(٢) أصول الدين للبغدادي ص ١١٨.

<<  <   >  >>