للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والحل في المأساة على النحو الآتي: " وكل مديح فشيء منها حل وشيء منها رباط؟ فالرباطات التي من الابتداء إلى هذا الجزء؟ ومنها يكون العبور إما إلى النجاح والفلاح وإما لا نجاح ولا فلاح؛ وإما الانحلال (الحل) فهو ما كان من أول العبور إلى آخره " (١) حتى تعجب كيف يمكن لأي ناقد أن يتناول هذا المبدأ فيطبقه على شعر المديح.

ولكن هذه الترجمة على سوءها. أو شيئاً شبيهاً بها. كان ذا أثر في النقد الأدبي. سيأتي بيانه في موضعه؛ وقبل ذلك يجب أن نتنبه إلى أننا حين نتحدث هنا عن الأثر اليوناني فلسنا نقصره على كتاب الشعر (أو كتاب الخطابة) . وإنما نعني به أثر الثقافة اليونانية جملة.

قدامة بن جعفر ونقد الشعر

علاقة قدامة بالثقافة اليونانية

لا ريب في أن الثقافة اليونانية كانت من ابرز المؤثرات في قدامة بن جعفر. فقد كان ممن يشار إليه في علم المنطق وعد من الفلاسفة الفضلاء (٢) . وله تفسير بعض المقالة الأولى من السماع الطبيعي (سمع الكيان) لأرسطو (٣) وله كتاب في صناعة الجدل (٤) ، ويدل كتابه في الخراج على ثقافة حسابية دقيقة مثلما يدل - بشهادة أبي حيان التوحيدي - على أنه تناهى فيه


(١) فن الشعر: ١١٢ وهذه العبارة تقابل قوله: " كل مأساة تتكون من جزئين: العقد والحل، ويتكون العقد من أحداث تقع قبل المنظر الأول ومن بعض الأحداث التي تتخلل الرواية، وما يبقى فهو الحل، وأنا اسمي عقداً كلما كان من مدخل القصة إلى حيث يبدأ تغير الحظ في حياة البطل، وأسمي حلا كلما كان بين بداية هذا التغير والخاتمة: (كتاب الشعر: ٧١) .
(٢) الفهرست: ١٣٠ وياقوت ١٧: ١٢.
(٣) الفهرست: ٢٥٠.
(٤) الفهرست: ١٣٠ وياقوت ١٧: ١٣.

<<  <   >  >>