للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: أن الله تعالى أمرنبيه صلى الله عليه وسلم في هذه السورة بالاستعاذة من شر النفاثات في العقد وهن السواحر كما فسرها جمهور المفسرين١ مما يدل على أن للسحر حقيقة وأثرا٢ إضافة إلى ذلك أن هذه السورة وسورة الناس باتفاق جمهور المفسرين سبب نزولهما٣ سحر لبيد بن الأعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ولو لم يكن له حقيقة وأثر لما أنزلت هاتان السورتان لإبطال أثره.

ثانياً: الأدلة من السنة وهي كثيرة منها ما يلي:

١- أخرج البخاري بسنده إلى عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة - وهو


١ انظر تفسير ابن كثير ج٤ ص٥٧٣ ومختصر تفسير الطبري ص٧٠٧ والتفسير القيم ص٥٦٣.
٢ انظر أضواء البيان ج٤ ص٤٣٧، ونيل الأوطار ص ٣٦٣ والمغني ج٨ص١٥١ وشرح المهذب ج١٩ص٢٤٠ وفتح المجيد ص٢٢٢
٣ أسباب النوزل للنيسابوري ص٣٤٧ وأسباب النزول للسيوطي ص٥٥٠ والتفسير القيم ص٥٦٧ وتفسير القرطبي ج٢ص٥٤٦ وقد يقول قائل كيف أن سورة الفلق مكية ويكون سبب نزولها ماوقع من سحر للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة؟ ويجاب على ذلك بأن سورة الفلق ليست مكية وإنما هي من السور المختلف فيها والأرجح أنها مدنية كما في الصحاح، قال الألوسي بعد أن حكى الخلاف ورجح أنها مدنية قال: فلا يلتفت لمن قال بمكيتها وحتى لوسلمنا بأنها مكية فإنه لا يلزم منه أنها لا تكون علاجاً للسحر. انظر الناسخ والمنسوخ ص ١٤٤ وروح المعاني ج٣٠ص ٢٧٨والسحر بين الحقيقة والوهم ص٦٩.

<<  <   >  >>