والمؤامرات الصهيونية والأفكار الشيوعية التي اصطنعت أقلاماً ووجوها تنشر المبادئ الهدامة والقيم غير الإسلامية. وحسبنا في هذا الصدد كلمات صدرت عن المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة الذي عقد في صفر سنة ١٣٩٦هـ. بالمدينة المنورة، فقد ورد في قرارات المؤتمر.
" ويندد المؤتمر بالهوة السحيقة التي تردى إليها إعلامنا ولا يزال يتردى، فبدلاً من أن يكون منارة إشعاع، ومنبر دعوة إلى الخير، صار صوت إفساد وسوط عذاب وسكت القادة فأقروا بسكوتهم، أو جاوزوا ذلك فشجعوا وحموا، وخفت صوت الدعاة وسط ضجيج الإعلام الفاسد ولم يعد الأمر يحتمل السكوت ".
ونأمل أن ينهض الإعلام بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه وأن تعود الصحافة الإسلامية إلى سابق مجدهَا، فقد لمعت والحمد لله صحف فذة من أمثال المنار للشيخ محمد رشيد رضا ووادي ميزاب للعلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس، وقد قامت الصحافة بدور خطير في قيادة الرأي العام الجزائري لمقاومة الاستعمار بفضل صحيفة البيان وصحيفة الشريعة.
وقد أصدر الحزب الإسلامي في أفغانستان مجلة إسلامية اسمها " الموقف " وأصدرت جمعية أفغانستان الإسلامية مجلة " صوت الجهاد " لتنطق بلسان المجاهدين هناك، وهاتان المجلتان صدرتا بعد الاحتلال الشيوعي الغاشم لأفغانستان المسلمة، وهذا دليل على قوة الصحوة الإسلامية، وقدرة الإعلام على المشاركة في الجهاد.
وإن واجب الإعلام أن يبين للأمة سبل التضامن، ويقيننا أن الركب واصل- بإذن الله تعالى- إلى هدفه المنشود، لجمع ما تشتت من شمل الأمة، ولإعادة بناء ما تهدم من بنيانها، ولفتح صفحات جديدة في تاريخ العالم، مؤكداً أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام لن تموت ما وفت للرسالة، وما قامت بالدعوة، وما عملت بالأمر الإلهي بالوحدة والتضامن والتآلف والتعاضد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين.