للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من إنتاجه، أو من شب في خدمة الأدب، بعد تأليف ذلك الكتاب فجاء كتاب الكتيبة الكامنة زيادة تعريف أو صلة للكتاب الأول، وان اعتمد لسان الدين على التاج نفسه في ذكر بعض التراجم المكررة، كما اعتمد على كتاب له آخر اسمه " الإكليل الزاهر، فيما فضل عند نظم التاج من الجواهر " فكتاب الكتيبة مع هذين الكتابين ومع رابع سماه " النقابة بعد الكفاية " كلها تمثل جانبا من جهد ابن الخطيب في تراجم الشعراء وإيراد نماذج من أشعارهم. وتلتقي هذه الكتب الأربعة في أنها تعتمد السجع محاكاة لما صنعه الفتح ابن خاقان في القلائد والمطمحين (١) . على أني المح عاملا آخر قويا حدا على تأليف هذه الكتاب وهو رغبة لسان الدين في أن يعيد النظر في تقدير الأشخاص الذين تنكروا له مثل القاضي النباهي وابن فركون وابن زمرك وأبي القاسم بن قطبة الدوسي، وان يكيل لهم من الذم ما يشفي به بعض غليله، ويصحح آراءه التي سجلها فيهم من قبل في الإحاطة وغيرها من كتبه ورسائله، وحسبك أن تقارن مثلا بين ما كتبه في ظهير بتولية ابن الحسن القضاء وفي ترجمته له في الإحاطة وفي الإشارات التي دونها عنه في مواضع أخرى منها (٢) وبين ترجمته في الكتيبة " لجعسوس " (٣) حتى ترى مبلغ التغير الذي أصاب نظرة ابن الخطيب نحو صديق قديم، ومثل ذلك


(١) انظر كلام المقري عن هذه الناحية في النفح ٨: ٣٢٦.
(٢) انظر الظهير في النفح ٧: ٥٩، وقد ذكر ابن الحسن في ترجمته للسلطان محمد بن يوسف بن نصر (الإحاطة ٢: ١٩) فقال: ثم قدم الفقيه القاضي الحسيب أبا الحسن علي عبد الله بن الحسن عين الأعيان ببلدة مالقة والمخصوص برسم التجلة والقيام بوظيفة العقد والحل بها في الدولة الأولى.. فسدد وقارب وحمل الكل واحسن فصاحة الخطبة واكرم المشيخة وارضى، واستشعر النزاهة، ولم يقف في حسن التاتي عند غاية؟ الخ.
(٣) هي الترجمة رقم: ٥٠ في هذا الكتاب.

<<  <   >  >>