للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إشادة وتكريم]

إنَّ الشباب إذا أخلص انتماءه لدينه تمسكا به ودعوة إليه وجهادا في سبيله، استحق أن يحلى صدره بأوسمة المجد والفخار.. قال تعالى إشادة بأهل الكهف الذين فروا بدينهم، وآووا إلى كهف حفاظا على عقيدتهم، وتعرضا لرحمة ربهم قال سبحانه: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً} ، فسجل موقفهم قرآنا عربيا يتعبد بتلاوته، وقال عزَّ وجل تنويها بموقف إبراهيم عليه السلام الذي وقف يصيح بكلمة التوحيد في وجوه قومه الذين عبدوا الأصنام، وأمام صيحته القوية العالية، انخلعت قلوب القوم، وخابت وخسرت أصنامهم.. قال سبحانه: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} ورسولنا الأعظم يثنى على الشباب المتدين الناشئ في طاعة ربه، ويجعله مع الحكام العادلين والأخوة المتحابين والأغنياء المتصدقي، ن وبقية السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.

كما نجده عليه الصلاة والسلام يسند إلى الشباب أرفع المناصب وأخطر المسئوليات فيسند إلى علي رضي الله عنه وكان في ريعان الشباب وميعة الصبا -أن ينام على فراشه ليلة تسور عليه سبعون فتى من فتيان قريش ينتظرون (ساعة الصفر) ليميلوا على رسول الله ميلة رجل واحد- أمره أن ينام على فراشه ليعمى عليهم أمرهم وأحسن التخلص عليه الصلاة والسلام حيث كانت بداية الهجرة النبوية المباركة. أما علي رضى الله عنه فقد قال فيما بعد عن نومه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم: "والله ما نمت ليلة أهدأ من تلك الليلة".

ويُسنِد عليه الصلاة والسلام مهمةَ الدعوة في المدينة إلى مصعب بن عمير وكان شابا في مقتبل العمر- فقام بواجبه على خير وجه، وبلغ من التوفيق والنجاح أن أهل المدينة يكادون يكونون قد اسلموا جميعا على يديه. وفي غزوة (أحد) نجده عليه الصلاة والسلام يرجح رأي الشباب على رأى الشيوخ فيخرج لمواجهة العدو خارج المدينة، كما وكل قيادة الجيش الذاهب

<<  <   >  >>