للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فك الحصار عن المدينة وتحرير مدته:

بعد أن تظافرت أسباب كثيرة حالت دون الاستمرار في حصار مدينة القسطنطينية، وتوفي الخليفة سليمان بن عبد الملك في شهر صفر سنة ٩٩?، فخلفه ابن عمه عمر بن عبد العزيز، الذي رأى أن من مصلحة الجيش المحاصِر رفعَ الحصار عن المدينة، والعودةَ إلى ديار الإسلام، خوفاً عليهم من غائلة الروم وبلادهم، وبما أصابهم من الضراء وضيق العيش ١، ولهذا فقد أرسل عمر في مستهل خلافته بعثاً عليهم عمرو بن قيس السكوني ٢ إلى مسلمة بن عبد الملك في أربعة آلاف رجل ٣، معهم الطعام والشراب والكسوة والدواب ٤، والخيل العتاق ٥، وزيت الزيتون لعلاج الجرب ٦، لإغاثة الناس وإمدادهم بما يحتاجون، وكان قد استحث الناس على معونتهم ٧، كما أرسل رسولاً بكتاب إلى مسلمة يأمره بالعودة٨ فرأى مسلمة بعد مراجعة مع الخليفة أنه لا بد من فك خناق المدينة، ورفع الحصار عنها.

هذا وأحب أن أنبه هنا إلى أن بعض المراجع العربية الحديثة قد بالغت


١ المصدر السابق ٩/١٨٤.
٢ تاريخ دمشق ٤٦/٣٢٠.
٣ المصدر السابق ٦٨/٣٣٢.
٤ المصدر السابق ٥٨/٣٢، والعيون والحدائق ص ٣٣.
٥ تاريخ الطبري ٦/٥٥٣.
٦ تاريخ دمشق ٥٠/٦١.
٧ تاريخ خليفة ص ٣٢٦، وتاريخ الطبري ٦/٥٥٣.
٨ تاريخ دمشق ٦٨/٣٣٢، ويذكر صاحب العيون والحدائق أن عمر بن عبد العزيز أمر الرسول أن ينادي هو بالقفول إن تلكأ مسلمة في ذلك، ففعل ص ٣٣، لكن رواية ابن عساكر عن شاهد عيان، فهي أقوى.

<<  <   >  >>