للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شتاء ذلك العام في الضواحي، كما سلف، ثم كان الوصول إلى القسطنطينية، وضرب الحصار عليها في أواخر تلك السنة١، ودخلت سنة ٩٨? والحصار قائم، وبذلك توحي إشارات بعض المؤرخين ٢، وهجم شتاء تلك السنة، وكان ذا برد شديد ٣، ثم ابتدأت أزمة المسلمين الغذائية بعد أن نفد ما لديهم من أقوات، ولم يستطع سليمان أن يمدهم بشيء من المؤن لكثرة البرد والثلوج، إلى أن توفي، فخلفه عمر بن عبد العزيز في العاشر من شهر صفر سنة ٩٩? الذي أمر بعودة الجيوش فورَ توليه٤، لكن قد يكون تنفيذ هذا الأمر استغرق وقتاً ـ بسبب مراجعة مسلمة له في استمرار الحصار ـ فيما بين ذهاب الرسول إلى القسطنطينية، ثم رجوعه منها إلى الشام، ثم عودته إليها مرة أخرى ٥، ويؤكد هذا قول المسعودي: “فقفل (أي مسلمة) بعد كره شديد وخطب طويل”٦.

وبذلك فإنه يرجح أن مدة الحصار كانت أكثر من سنة؛ حيث كان


١ قارن بأشهر السنة الميلادية المقابلة في التوفيقات الإلهامية ١/١٢٩.
٢ انظر مثلاً تاريخ دمشق ٨٥/٣٤؛ حيث يروي ابن عساكر عن الوليد بن مسلم: “أن سليمان بن عبد الملك سنة ٩٨ نزل بدابق، وكان مسلمة على حصار القسطنطينية”، والذهبي، تاريخ الإسلام (٨١-١٠٠) ص ٢٦٩
٣ العيون والحدائق ص٣٢.
٤ المصدر السابق ص ٣٣.
٥ تاريخ دمشق ٦٨/٣٣٢.
٦ التنبيه ص ١٦٦.

<<  <   >  >>