للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشعر بالضعة، والذلة، والهوان: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: ٣٣) والله -عز وجل- في كتابه قد أثبت هذه العزة لأهل الإيمان، فقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية: ٨)، فالعزة في الحقيقة هي لله وحده دون سواه، ثم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لأهل الإيمان يعطيهم إياها رب العزة والجلال -سبحانه وتعالى.

الأثر العاشر: من أثر الإيمان في الفرد والمجتمع: معرفة شيء من العوالم غير المنظورة كالملائكة، والجن، والجنة، والنار، وهي كلها من عالم الغيب، ذلك لأن المؤمن بالله -عز وجل- يؤمن بجميع ما جاءه من عند الله -تبارك وتعالى- مما شاهد، ومما لم يشاهد، فالإيمان بالله -تبارك وتعالى- يجعل العبد يسلم بما جاء عن الله -تبارك وتعالى- من أمور الغيب، ومن ذلك أمر الملائكة الكرام الكاتبين الذين يراقبون أعمال العباد، وما إلى ذلك مما سبق أن أشرت إليه، وكذلك يؤمن بالجن، يؤمن بالجنة، يؤمن بالنار، يؤمن بما أخبر الله -عز وجل- به في يوم القيامة ... وما إلى ذلك.

الأثر الذي يلي ذلك والأخير من أثر الإيمان على الفرد والمجتمع: العلم بعظمة الله -تبارك وتعالى- وقوة الله، وسلطانه وجبروته من خلال التعرف إلى صفات الله -عز وجل- فأنت يا أيها المؤمن حينما تؤمن؛ تؤمن بالله -عز وجل- وتتعرف على صفات الله -تبارك وتعالى- وتسلم بها كما جاءت في كتاب الله، وفي صحيح سنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا يجعلك تعرف شيئًا عن عظمة الله -تبارك وتعالى- وعن قدرة الله، وعظيم قدرة الله، وصفات الكمال الثابتة لرب العزة والجلال -سبحانه وتعالى.

أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي ب- بعنوان: نتائج اتخاذ العقيدة الإسلامية أساسًا لنظام المجتمع:

سبق أن بينت أثر الإيمان والعقيدة في تكوين الفرد والمجتمع، وأود هنا أن أبين النتائج المترتبة على اتخاذ العقيدة الإسلامية أساسًا لنظام المجتمع؛ لأن المجتمع الذي يتخذ العقيدة الإسلامية أساسًا للنظام؛ يحقق النتائج التالية:

أولًا: الرباط الإيماني: الإسلام يعتبر المؤمنين بالعقيدة الإسلامية إخوة في الدين، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة} (الحجرات: من الآية: ١٠) وفي الحديث الشريف:

<<  <   >  >>