للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الرحلة الناصرية الصغرى لابن عبد السلام الناصري أنه راود أبا طبل المذكور بإبدالها بنسخةٍ أخرى جليلة مذهبة يناهز ثمنها السبعين ديناراً في جزء أيضاً فأبى، وعرضت عليه الثمن مضاعفاً فأبى ويأبى الله إلاّ ما أراد "، اهـ. وفي " المزايا " أيضاً عقب قوله: وبقي ضائعاً في ذلك القطر " ثم حملتني الغيرة والحمد لله على أن أبلغت خبره لامامنا المنصور أبي الربيع سيدنا سليمان ابن محمد، فوجه إليه حسبما شافهني به ألف مثقال أو ريال الشك مني فأجابه من هو بيده أنه يقدم به لحضرته، وما منعه إلاّ فتنة الترك فيما بين تونس والجزائر، ثم لما طال الأمر أعاد الكَتْبَ بذلك، وإلى الآن لم يظفره الله به. ولقد داعبته ذات مرة قائلاً على سأن سماع الصدفي المذكور وماذا لمبلغ هذه الخصلة فوعدني ووعد الملوك تحقيق أنه ان ظفر به خرَّج منه فرعاً وأعطاني أحدهما على اختياري "، اهـ. منها.

قلت: وقد انقطع خبر هذه النسخة من عام ١٢١١ لم أرَ لها ذاكراً ولا ناعتاً من الرحالين والبحاثين، فإن لم تكن دخلت خزانة الزاوية السنوسية بصحراء طرابلس فلا تكن إلاّ انتقلت إلى بعض مكاتب أوربا، والله أعلم. ثم صدق الله الظن فأخبرني بعض طلبتنا ممن كان هاجر إلى المشرق ولقي صديقنا الماجد الأصيل الشيخ سيدي أحمد الشريف بن محمد الشريف السنوسي وصحبه وخالطه أن الأصل المذكور بخط الصدفي موجود في كتب السيد المذكور، صانه الله وحفظه، فالحمد لله على وصوله ليد هذا السيد الذي يعرف قيمة الكتب ويصونها ويقدرها قدرها. ثم كتبت له أسأله عن ذاك فأجابني بما نصه: " نسخة البخاري التي بخط الصدفي عندي في الكتب التي بجغبوب يحفظها الله " اهـ. كلامه من خطه، حفظه الله.

٣٦٥ - الصديني (١) : أروي فهرسته من طريق أبي زكرياء يحيى السراج


(١) انظر الدليل: ٣٠٨ (وهو يعتمد على فهرس الفهارس) .

<<  <  ج: ص:  >  >>