للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليدوم اتصال نقله فبلغ عند جهابذة النقلة وقاموا بأعباء حمله، ونصحوا لله ورسوله في نشر ذلك حتى انتشر فلا يعذر الجاهل في جهله، فكان اتصال هذه الشريعة المطهرة بالأسانيد مما خص الله به هذه الأمة بفضله. ولقد كانت مجالس الحديث عامرة بأهله، حتى وسد الأمر لغير أهله فانقطعت مجالس الإملاء لتقاعد الهمم عنها ورغبة الطالبين عن عقد ذلك وحله، وقد روينا أنه كان يحضر مجلس أبي مسلم الكجي بالبصرة أربعون ألف محبرة خارجا عمن يحضر ممن ليس الاستملاء من شغله، وقد لبثت آسف على ذلك أن لو وجدت راغبا في قبول بذله، فلما كنت بالمدينة المنورة رغب إلى جماعة من أهل العلم الواردين إليها في ذلك ليقتفي المملي والمستملي سنة من مضى من قبله، ورغبوا أن يكون ذلك من الأحاديث العالية الإسناد المتصلة بنقله، فاستخرت الله في إملاء أربعين حديثا عشارية الإسناد فهي أعلى ما يقع اليوم للشيوخ مع ثقة رجال الإسناد ووصله، فأوردت فيها الأحاديث الصحاح والحسان وربما أوردت الغريب إذا كان راويه غير معروف بتعمد الكذب وفعله " الخ، وهي في كراسين افتتحها بحديث الأولية، وعندي منها نسخة عتيقة مسموعة، نرويها وكل ما للحافظ العراقي من طريق الحافظ ابن حجر وولي الدين العراقي وغيرهما عنه، بل شارك ولي الدين والده في جميع الشيوخ الذين روى عنهم والده فيها.

٤٨٠ - عشاريات الحافظ ابن حجر: وهي أحاديث عشاريات الإسناد حصلت له بعلو أفردها بمؤلف قال فيه: " أما بعد فهذه أحاديث عشاريات الأسانيد تتبعها من مسموعاتي والتقطتها من مروياتي، ومن العلوم أن هذا العدد هو أعلى ما يقع لعامة مشايخي الذين حملت عنهم، وقد جمعت ذلك فقارب الألف من مسموعاتي، وأما هذه الأحاديث فإنها وإن كان فيها قصور عن مرتبة الصحاح فقد تحريت فيها جهدي، وانتخبها من مجموع ما عندي، وأثبت علة كل حديث بعقبه، وأوضحت ما فيه للمنتبه " اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>