للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرغ منها مخرجها سنة ٧٥٧، وهي في نحو عشر كراريس عندي منها نسخة عتيقة مسموعة على جماعة من المسندين، منهم البرهان بن أبي شريف وغيره. ترجم فيها سنة وأربعين شيخا، قال المخرج: " أردت أن أجبر له ما أماته المقصرون من الرواية بالإجازة، المحرومون عما في ضمنها من جزيل الفوائد الممتازة، إذ نسوا أن الراوي بالسماع لا يتعدى ما سمع، وأن الراوي بالإجازة له المجال المتسع، فخرجت عن كل شيخ شيئا من مسموعاته، مبتدئا بشيء من ترجمته وذكر مولده ووفاته، ولا معول على من ظفر بالإجازة وأهملها، ولا التفات إلى من وهنها وأبطالها، فإن الله تعالى كاتب موسى بالتوراة، ونبينا كاتب الملوك وغيرهم، والخلفاء الراشدون ومن بعدهم كاتبوا أمراءهم وكل عمل بما كوتب، وإذا صح العمل بالكتابة فصحة الرواية بها أولى " الخ.

أرويها من طريق ابن الفرات عن المخرجة له، وقد افتتحها مخرجها بحديث الأولية، وختمها بقصيدة ميمية نبوية حلوة سلسة على نسق " غرامي صحيح " وهي للمخرج المذكور، قال: وقلت أمدح النبي صلى الله عليه وسلم على لسان أهل الحديث وما اصطلحوا عليه من العبارات، ورتبت ذلك على فصول منظومي " المعسول في علوم الحديث الرسول " اه. وأرويها أيضا من طريق الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي عن إبراهيم ابن الحافظ أبي المظفر السرمري عن أبيه.

وهو صاحب عقود اللآلي في الأمالي، وغيث السحابة في فضل الصحابة، وتخريج الأحاديث الثمانيات، ونشر القلب الميت بنشر فضائل أهل البيت، وكتاب الأربعين الصحيحة، وعمدة الدين في فضل الخلفاء الراشدين، وشفاء الآلام في طب أهل الإسلام. وقد ترجمته الحافظ ابن رافع في معجمه وذكر أن تصانيفه بلغت مائة، ولد بسر من رأى في ٢٧ رجب عام ٦٩٤، ومات بدمشق ٢١ (١) جمادي [الأولى] عام ٧٧٦.


(١) في البغية: حادي عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>