للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في امرأتك" والآثار في هذا المعنى كثيرة اقتصرنا منها على ما يتسع له المقام.

وإذا تأملنا أنواع البر الواردة في هذه الأحاديث وحدها نجدها كثيرة، أولها ذكر الله بالقلب واللسان، وثانيها الأمر بالمعروف وهو كل أمر مستحسن شرعا، وثالثها النهي عن المنكر وهو كل أمر محرم كالظلم والعدوان وتعدي حدود الله، ورابعها التزوج ومباشرة الأهل لأن فيها طلبا للولد، ومنعا للزوجين من الوقوع في الموبقات والاستغناء عن الحرام بالحلال، وخامسها حق الضيف والزائرين كما في حديث سلمان وأبي الدرداء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه".

وهناك حقوق كثيرة كحق الأولاد والوالدين وسائر ذي القربى واليتامى والمساكين والأصحاب وابن السبيل إلى غير ذلك، والترهب يضيع كل هذه الحقوق، وقوله عليه الصلاة والسلام: يصبح على كل سلامى من الناس صدقة السلامى العضو من أعضاء الجسم، ففي كل صباح تكون على الإنسان واجبات اجتماعية بقدر عدد أعضاء جسمه، فإذا وجد اثنين متخاصمين فأصلح بينهما بالعدل فقد أدى واجب عضو من أعضاء جسمه، وإذا وجد إنسانا يريد أن يركب دابته أو سيارته أو سفينته أو يحمل عليها متاعه وأعانه على ذلك فقد أدى واجب عضو آخر، وإذا وجد في طريق الناس ما يؤذيهم فأزاله فقد أدى واجب عضو آخر، والأنواع التي تؤذي الناس في طريقهم كثيرة، منها الشوكة والحجر والنجاسات وقطع الطريق والسباع وكل ذوات السموم، ويدخل في هذا بناء القناطر والسدود وتعبيد الطرق أي تسويته وتبليطه

<<  <   >  >>