للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك أعطت الأخرى أن بياض زيد يشبه بياض عمرو ويشبه أيضاً (١) بياض خالد.

وهذا مكان ينبغي أن تتحفظ فيه فربما غالط فيه بعض النوكى كما فعل الناشيء المكنى بأبي العباس إذ قال: إذا كانت العشرة في عشرة مائة، فالخمسة في الخمسة خمسون، وذلك لأن الخمسين نصف المائة والخمسة نصف العشرة، ونسبة العشرة من المائة كنسبة الخمسة من الخمسين، ونسبة الخمسة من العشرة كنسبة الخمسين من المائة. وإنما وقع هذا الإيهام الساقط لأن المتكلم أتى بلفظ غير واضح في المقدمة وكان الصواب ان يقول إذا كانت عشرة مكررة عشر مرات مائة فخمسة مكررة خمس مرات (٢) خمسة وعشرون. لكن أهل صناعة الحساب اختصروا التطويل بلفظ اتفقوا على وضعه للتفاهم فيما بينهم وليس عليهم أكثر من ذلك البيان (٣) للجاهل فقط.

وتحفظ أيضاً من أن تأتي بحمل مختلف، ومعنى ذلك أن تكون الصفة التي تصف بها المخبر عنه في هذا النوع من البرهان مختلفة، فيتولد عليك من هذا غلط مثل ان تقول: الورد أطيب رائحة من الخزامى، والخزامى أضعف رائحة من المسك، فهذا تركيب [٥٩ظ] فاسد لأن حق هذه القرائن أن تكون الصفة من نوع واحد إلا في درج التفاضل (٤) فقط لأنها هي مع (٥) الحد المشترك فلا يجوز إلا أن تكون بلفظ واحد ومعنى (٦) واحد. وحكم (٧) الحد المشترك في هاتين القضيتين مختلف أحدهما أطيب رائحة، والثاني أضعف رائحة، فليس حداً مشتركاً، بل هما كلامان مختلفان لم يتم فيهما حق (٨) الاقتران، فلذلك خرجت النتيجة في بعض المواضع فاسدة، وربما صدقت، ولكنها غير موثوق بها على ما قدمنا. مما قد يصدق مرة ويكذب (٩) أخرى: ألا ترى


(١) أيضاً: سقطت من س.
(٢) م: مرار.
(٣) م: إلا البيان.
(٤) التفاضل: سقطت من س.
(٥) مع: سقطت من س.
(٦) س: في معنى.
(٧) حكم: سقطت من س.
(٨) س: حد.
(٩) س: وقد تصدق ... وتكذب.

<<  <  ج: ص:  >  >>