للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وسبق ذكر شرط فائدة الرقية - وهو صدق قصد المريض في اللجوء إلى الله، وتقوى المعالج، وقوة توكله على الله.

وإذا علمنا أن الرقية المشرعة، بالقرآن الكريم، وبسنة الرسول الأمين، فنحن في زمن بحمد الله - انتشر فيه العلم والتعليم، وحفاظ كتاب الله والدارسين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوجدون في القرى والهجر، فضلا عن المدن فقد حدثنا آباؤنا، أنهم قبل خمسين سنة، لا يجدون من يكتب لهم وثيقة، أو يقرأ لهم رسالة - إلا أن يذهبوا من قرية إلى قرية، وكما يقولون - اذهبوا إلى الفقيه فلان في القرية الفلانية.

وأما اليوم - فإنك تجد القارىء في القرية بل صاحب الماشية قي باديته، يقرأ له الرسالة ابنه أو بنته.

وهذه نعمة يجب علينا تقييدها بشكرها، وأعظم منها نعمة الأمن والاستقرار المفقود في أكثر البلاد، لأنه بسبب الأمن والاستقرار انتشر العلم والتعليم، وقام العمران.

فيجب على الآباء أن يذكروا الأبناء بالماضي، ليشكروا الله على الحاضر.

وإذا كان القراء لكتاب الله في كل مدينة وقرية وهجرة.

فهل من المناسب أن يسمح بفتح عيادات - باسم الرقية الشرعية، هنا وهناك، وقد تجد في المدينة الواحدة أكثر من عيادة.

فقد يبدأ واحد، فيشاهد الآخرون تهافت الناس عليه، وتقديم الأموال له، فيغار الآخرون فيفتحون مثل تلك العيادات، ثم ينسجون لها دعايات لجلب الناس إليها، وأكثرها لعلاج المس من الجن.

- فإذا زرت بعض هذه العيادات وجدت أعداد هائلة من الناس يعدون بالمئات لاسيما في الفترات السابقة، قد حضروا من أماكن بعيدة، فالموسر يسافر

<<  <   >  >>