للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ١. وقال صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه” ٢. وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: “وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن ربهم “ ٣.

وأشهر الأقوال أن المراد بالفطرة الإسلام، قال ابن عبد البر: وهو المعروف عند عامة الناس٤. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فعلم أن في فطرة الإنسان قوة تقتضي اعتقاد الحق وإرادة النافع”٥. وفي النفس ما يوجب ترجيح الحق على الباطل، في الاعتقاد والإرادات، وهذا كاف في كونها ولدت على الفطرة٦.

ففي الإنسان قوة فطرية تقتضي قبول الحق واعتقاده، والسير وفق منهجه المتضمن للأوامر والنواهي، فلا يحيد عن ذلك إلا مكابر جاحد للحق والاعتقاد نتيجة أثر الأسرة والمجتمع عليه.

٢- مكتسبة:

وهذه القوة ليست مغروسة بتفاصيلها في فطرة الإنسان، ولكن لديه قوة تقتضي قبولها والبعد عمّا هو ضدها، وبالتالي احتاجت إلى التشريع الذي يكملها، ويصحح اعوجاجها المكتسب من البيئة؛ لأن الإنسان لا يولد عالماً


١ سورة الروم: آية رقم (٣٠) .
٢ البخاري (١/٤٢٤) ، برقم (١٣٨٥) ، ومسلم (٤/٢٠٤٧) ، برقم (٢٢-٢٦٥٨) .
٣ مسلم (٤/٢١٩٧) ، برقم (١٣-٢٨٦٥) .
٤ ابن حجر، فتح الباري (٣/٢٤٨) .
٥ ابن تيمية، درء تعارض العقل والنقل (٨/٤٥٨) .
٦ المرجع السابق (٨/٤٥٨) .

<<  <   >  >>