للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن الذي يعل الجبال رواسيا ... وأقام في شتى السهول رباك

ومن الذي رفع السموات العلا ... من غير أعمدة ترى عيناك

مزدانة بكواكب تجري على ... طول المدى لا تخطئ الأفلاك

هو خالق الأكوان جل جلاله ... بالخير والإنعام قد ربّاك

يا منكر الله إنك مغرق ... في الإفك بل والله ما أشقاك

إن العجائب في الوجود كثيرة ... وإلى المهيمن ترشد الإدراك

فالسم في الأفعى يصون حياتها ... وإذا أصابك بعضه أرداك

والنحل في زهر الرياض غذاؤه ... والشهد من عاني السقام شفاك

بالماء نحيا والحياة رغيدة ... وإذا طغى يوما يصير هلاكا

والحوت يسبح في الخضم موحدا ... واليبس يفني الحوت والأسماك

في الصخر يحيا الدود غير منغص ... والطير في كبد السما أشجاك

والشمس ترسل في النهار شعاعها ... ينمي الزروع ويقتل الفتاك

والليل يمسح بالنعاس عناءنا ... وبدونه لن نستطيع حراكا

والنجم للسفن المواخر مرشد ... والبدر يؤنس في الدجى مسراك

والعقل ينتج للأنام حضارة ... وبدونه لن تستبين خطاك

والروح سرّ في الجسوم وعلمه ... عند الذي من فضله أحياك

والقلب ينبض في المنام ونبضه ... للحق والإيمان قد ناداك

تلك العجائب لا تنظم صدفة ... لكنها صنع الذي يرعاك

وجميعها فيها الدليل مؤيّدا ... قولي فماذا يا عنيد دهاك

والعقل يدمغ ما تقول بداهة ... وعن الغواية يا شقي نهاك

والكون يلهج بالثناء جميعه ... لله تقديسا وما جاراك

لكنك الغاوي الأثيم ومن غوى ... نبذ الورود وفضّل الأشواك

عطلت عقلك يا غوي حماقة ... وتجنّبت صوت الهدى أذناك

وركبت من بحر الضلالة لجة ... وتسابقت نحو الردى قدماك

أما التفاعل إن نقل هو موجد ... أو مبدع شيئا فما أغواك

إن التفاعل في النتائج واحد ...

والكون فاض تغاير أخزاك

<<  <   >  >>