للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عندك" وعند مالك عن كعب الأحبار في دعاء "أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم" وأورد الطبري عن قتادة نحوه. ومن حديث عائشة أنها دعت بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام نحو ذلك.

وقال الخطابي في هذا الحديث إثبات هذه الأسماء المخصوصة بهذا العدد وليس فيه منع ما عداها من الزيادة، وإنما التخصيص لكونها أكثر الأسماء وأبينها معاني. وخبر المبتدأ في الحديث هو قوله: "من أحصاها" لا قوله: "لله"١.

قلت: وقد تقدم الكلام على هذت الإعراب المشار إليه بالتفصيل، ولله وحده الحمد والمنة، والمعنى الذي ذكره الخطابي٢ قد ذكره أيضاً القرطبي٣ وابن بطال٤ نقلاً عن القاضي أبي بكر الطيب٥ وسبق أن نقلناه عن الحافظ ابن قيم الجوزية، وقد نوه أنه رأي الجمهور ولم يخالفهم إلا ابن حزم، رحمه الله: حيث يقول: "قال أبو محمد بن حزم رحمه الله: وأن له عز وجل تسعة وتسعن اسماً مائة إلا واحداً، وهي أسماؤه الحسنى، ومن زاد شيئاً من عند نفسه فقد ألحد في أسمائه. وهي الأسماء المذكورة في القرآن والسنة" هذا نص كلام أبي محمد. ثم ساق حديث أبي هريرة بإسناده، قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة ألا واحداً، من أحصاها دخل الجنة ثم ذكر الزيادة التي يقول: " إنه وتر يحب الوتر "، وهي زيادة صحيحة


١ فتح الباري كتاب الدعوات ١٣/٣٧٨-٣٧٩.
٢ هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب المتوفى سنة ٣٨٨هـ، صاحب معالم السنن.
٣ هو محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة ٦٧١هـ، وهو صاحب الجامع لأحكام القرآن.
٤ هو علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي المالكي المتوفى سنة ٤٤٩هـ، وله شرح على صحيح البخاري (انظر معجم المؤلفين ٧/٨٧.
٥ هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر المعروف بالباقلاني، البصري المتكلم المشهور على مذهب الأشعري، توفي سنة ٤٠٣هـ، (راجع: وفيات الأعيان ٣/٤٠٠) .

<<  <   >  >>