للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" كما يدل على عدم الحصر أيضاً اختلاف الأحاديث الواردة في سردها، وثبوت أسماء غير ما ذكرت في الأحاديث الصحيحة الأخرى١.

قال القرطبي: "فأسماء الله وإن تعددت فلا تعدد في (ذاته) ولا تركيب لا محسوساً كالجسميات ولا عقلياً كالمحدودات. وإنما تعددت الأسماء بحسب الاعتبارات الزائدة على الذات. ثم هي من جهة دلالتها على أربعة أضرب:

١- ما يدل على الذات مجردة، كالجلالة فإنه يدل عليه دلالة مطلقة غير مقيدة. وبه تعرف جميع أسمائه. فيقال: الرحمن مثلاً من أسماء الله ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولهذا كان الأصح أنه اسم علم غير مشتق وليس بصفة٢" اهـ

قلت: لا يمنع هذا أن يكون أصل (الله) (إله) وهو المألوه، أي المعبود، وقد تقدم تحقيق ذلك في المبحث الأول.

٢- ما يدل على إضافة أمر ما إليه كالخالق والرازق (مثلا) .

٣- ما يدل على الصفات الثابتة للذات كالعليم والقدير والسميع والبصير (مثلا) .

٤- ما يدل على سلب شيء عنه كالعلي والقدوس (مثلا) ٣.


١ التلخيص الحبير ٤/١٧٤.
وملخص التوفيق: أن حديث أبي هريرة يفيد أن الأسماء التسعة والتسعين لها ميزة خاصة، وهي: أن من حفظها وأحصاها، وعرف معناها وعمل بها ودعا الله بها دخل الجنة، وليس فيه ما يدل على أنه تعالى ليست له أسماء غيرها، ويوضح ذلك حديث ابن مسعود إذ يفيد أن لله أسماء علم بعضها بعض عباده، وله أسماء استأثر بعلمها وحده، سبحانه لا يعلمها غيره تعالى. هذا ملخص ما جمعوا به بين الحديثين، والله أعلم.
٢ التلخيص الحبير.
٣ فالعلي مع دلالته على صفة العلو، فهو يدل أيضاً على نفي النقائص عنه تعالى كالسفول، والحلول والاختلاط بالمخلوقات، والله أعلم.

<<  <   >  >>