للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

معنى الصفة ومفهوم الصفات زائد على مفهوم الذات، بيد أنها لا تنفك عن الذات، فهذا صحيح١.

ولكن لا ينبغي استخدامه إلا عند الحاجة، ومع التفصيل والبيان وبدون ذلك يعتبر خوضاً لا طائل تحته، والله أعلم.

ومن هذا القبيل مسألة: هل الاسم غير المسمى، أو عين المسمى إذ قد يراد بالاسم المسمى نفسه، كأن يقال: الله مجيب الدعوات، الله لطيف بعباده، وقد يطلق الاسم مراداً به اللفظ المنطوق ذاته، كأن يقال: الله أكبر من ألفاظ الأذان أو الله أكبر كلمة يدخل بها في الصلاة مثلاً. وقد تقدم هذا البحث عند الكلام على الأسماء الحسنى في الباب الأول فليراجع.

وعلى كل حال، إن هذا النوع من الخوض قد يضطر إليه الإنسان المعاصر وهو كاره على حد قولهم: (مكره أخاك لا بطل) .

وبعد أن استعرضنا أنواع الصفات المصطلح عليها عند السلف والخلف٢ وأدركنا أثناء الاستعراض أن هناك صفات مجمعاً على إثباتها عند جميع الصفاتية سلفاً وخلفاً، وهناك صفات يختلفون فيها، حيث يرى السلف إثباتها، وإمرارها كما جاءت، شأنها عندهم شأن الصفات الأخرى المثبتة بإجماع الطرفين، بينما يرى الخلف وجوب تأويلها، والخروج بها من ظاهرها.


١ استقينا هذه المعلومات (بالمعنى) من بعض كتب شيخ الإسلام.
٢ وإذا أطلقنا لفظة (الخلف) فإنما نعني بهم غير السلف، وهم علماء الكلام المعروفون بالتأويل. وهذا يشمل المعتزلة والأشاعرة كما سيأتي في ص ٢٩٨ وقد نريد بهم الأشاعرة، كما في مثل هذا الموضع وقد يطلق عليهم المثبة أو الصفاتية كما تراه في هذه الصفحة.

<<  <   >  >>