للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بين يدي الصفات المختارة

فكمالات الله تعالى لا تدخل تحت حصر أو عدّ. فصفات الله العلي وأسماؤه الحسنى لا تحصى، ولكننا سوف نختار من صفات الله الكثيرة تسع عشرة صفة لنخصها بالحديث. وبيان موقف السلف والخلف من معانيها بإيجاز، ثم نتبعها بالحديث عن رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة فتصبح الصفات التي نتناولها بالحديث عشرين صفة، وسر اختيارنا إياها من بين الصفات الأخرى واهتمامنا بها دون غيرها، هو ما نعلمه من الخلاف الحادّ، والنزاع المزمن بين السلف والخلف في معاني هذه الصفات المختارة بصورة لم تقع في أي صفة أخرى من صفات ربنا تعالى، إذ أجمع الخلف معتزليهم وأشعريهم على نفي هذه الصفات، أو تحريف نصوصها باسم التأويل، فصارت النتيجة استحالة هذه الصفات على الله في زعمهم وعدم جواز إثباتها لله تعالى بدعوى أنها لا تليق بالله، على تفصيل معروف في موضعه.

هذا الموقف هو الذي حملنا على اختيار هذه الصفات لتكون موضوع حديثنا الرئيسي في هذه الرسالة، وهي زبدة الرسالة المقصودة بالذات.

وأما الصفات التي يثبتها جميع الصفاتية من السلفيين، والأشاعرة، فسوف نمسك عن التوسع فيها لعدم الحاجة الملحة التي تدعو للخوض فيها.

<<  <   >  >>