للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني: في مبحث التجدد في الصفات والأفعال

أثبت في هذا الفصل أزلية الصفات الإلهية ذاتية كانت أو فعلية بمعنى أنه لا يجوز الاعتقاد بأنه تعالى اتصف بصفة من الصفات بعد أن لم يكن متصفاً بها، لأن صفات الله تعالى صفات كمال ولا يجوز أن يعتقد أنه كان متصفاً بضدها أو يعتقد أنه حصل له الكمال بعد أن لم يكن. ثم تطرق البحث لصفات الفعل وأن الصفات الاختيارية كالخلق والاستواء والنزول ونحوها تتجدد حسب مشيئة الله وقدرته، وتحدث في وقت دون وقت، لأن مثل هذا الحدوث غير ممتنع ولا يطلق عليه أنه حدث بعد أن لم يكن إذ لم يكن ممتنعاً عليه قط، بل هو على كل شيء قدير. في كل وقت وفي كل لحظة. وكل الذي نريد أن نثبت هنا أن تجدد صفات الأفعال في وقت دون وقت لا يقال فيه: أنه تعالى اتصف بصفة كان فاقداً لها أو عاجزاً عنها، أو ممتنعة عليه، أو فعل فعلاً كان ممتنعاً عليه بل الفعل كان ممكناً في حقه تعالى في كل وقت، لأنه لا يجوز أن يعتقد أنه كان معطلاً عن الفعل في وقت من الأوقات، لأن الفعل كمال وعدمه نقص، وهو {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} .

ثم تحدثت عن مسألة في غاية الأهمية وهو اعتقاد بعض الناس أن وصفه تعالى بصفات الأفعال التي تتجدد في وقت دون وقت، أن ذلك يؤدي إلى القول بحلول الحوادث في ذاته تعالى.

إن مثل هذا القول قد يجعل الإنسان يسلم لهذه الدعوة ظناً منه أنه نفي عن الله ما لا يليق به سبحانه. لأن هذا اللفظ المجمل يحتمل نفي حدوث مخلوق وحلوله في ذات الله وهو نفي صحيح. ويحتمل بأنه تعالى لا يفعل شيئاً إذا شاء كيف شاء، ولا يفرح ولا يغضب إلى آخر الأفعال التي تقدم تعدادها فيكون النفي باطلاً ولكن السني قد يؤتى من حيث تسليمه للكلام المجمل الذي لا ينبغي التسليم له إلا بعد الاستفسار، ثم تطرق البحث لمسألة معروفة عند أهل الكلام.

<<  <   >  >>