بالصلاح للمقول فيه، فهم قد أسكتوا القائل المغتاب ودعوا للمقول فيه، وأوكدوا قول القائل؛ لأنه لو حل عندهم محل البراءة مما قيل لجبِّه القائل وردع عن قوله.
ومظهر التَّوقّي قليله عند العامة كثير. والمتورد المتقحِّم لا تكاد العامة تقبل منه.
وقد قال بعض العلماء: إن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود كان من نبلاء المغتابين وحُذَّاقهم حيث يقول:
مُسَّا تُراب الأرض، منه خُلقتُما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن تؤتيا وتعظَّما ... فما حُشى الإنسان شرّاً من الكبر
فلو شئت أدلى فيكما غير واحد ... كلانيةً أو قال ذلك في سرِّ
فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ... ضحكت له حتى يلجَّ فيستشري
ومن هذا سرق العتابيُّ المعنى حيث يقول:
إنْ كنت لا تحذر شتْمي لما ... تعرف من صفحي عن الجاهل