تَجُزْك إلى سواك ونحِّ عنها ... فخير الشرِّ أسرعه فواتا
وإن مالت عليك وخفت منها ... فواجهها مجاهرةً صلاتا
ومنهم من أمر بقبول الإنصاف وترك المحاسبة. قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: إن الملامات والذمّات كلها قبيحة، وأقبح الملامة والمذمَّة ما كانتا في ترك نصفة أو شدّة منافسةٍ في تعداد الذُّنوب. وأنشد:
منافسة العدوِّ أو الصديق ... تجرُّ إلى المذمّة والملامة
إذا أعطاك نصفاً ذو ودادٍ ... وبعض النِّصف فانتهز السلامة
ومنهم من قال: لا ترض من عدوِّك إلا بالظُّلم، ولا إنصافه ونافسه في ذلك. قال العباس بن عبد المطلب:
أبا طالب لا تقبل النِّصف منهم ... ولو أنصفوا حتى تعقَّ وتظلما
ومنهم من أمر بمعونة الدهر على العدو إذا حمل عليه. قال: حدثني إبراهيم بن شُعبة المخزومي قال: سمعت من حكى لي عن مصعب بن الزبير قال: إذا رأيت يد الدهر قد لطمتْ عدوك فبادره برجلك، فإنْ سلم من الدهر لم يسلم منك. وأنشد:
إذا برك الزمان على عدوٍّ ... بنكبته أعنت له الزَّمانا