هذا بإذنك أمْ برأيك أم رأى ... هذا عليك العبد والبَّوابُ
إنَّ الشريف إذا أمور عبيده ... غلبت عليه فأمره مرتابُ
وأخذه من قول الطائي:
أبا جعفرٍ وأصول الفتى ... تدلُّ عليه بأغصانه
أليس عجيباً بأنّ امرأً ... رجاك لحادث أزمانه
فتأمر أنت بإعطائه ... ويأمر فتْحٌ بحرمانه
ولست أحبُّ الشريف الظريف ... يكون غلاماً لغلمانه
وحُجب ابن أبي طاهرٍ بباب بعض الكتاب، فكتب إليه: " إنه من لم يرفعه الإذن لم يضعه الحجاب، وأنا أرفعك عن هذه المنزلة، وأربأ يعدوِّك عن هذه الخليقة، وما أحد أقام في منزله - عظُم أو صغُر قدره - إلاّ ولو حاول حجاب الخليفة عنه لأمكنه. فتأمّلْ هذه الحال وانظرْ إليه بعين النَّصفة، ترها في أقبح صورة، وأدنا منزلة. وقد قلت:
إذا كنت تأتي المرء تُعْظم حقَّه ... ويجهل منك الحقَّ فالهجر أوسع
ففي الناس أبدالٌ وفي العزِّ راحةٌ ... وفي اليأس عمّن لا يواتيك مقنع