وما المرْء إلاَّ حيْث يجعل نفسه ... ففي صالح الأعمال نفسك فاجْعلِ
هذا لو همْلج لم يصبْه ما أصابه.
قالوا: وكان لأبي الحارث بغلٌ قطوف، فلما أعياه استقى عليه الماء؛ فرآه يوماً في الطريق، وعليه مزداة ثقيلة، وهو يمشي تحتها مشياً وطيئاً؛ فقال: لو مشى تحت الخفيف كما يمشي تحت الثقيل، وكان الإنسان أحبَّ إليه من الرَّاوية، ربح هو الكرامة، وربحت أنا الوطاءة! قال: ونظر أعرابيٌّ إلى بغل سقَّاءٍ، وقد تفاجَّ ليبول، فاستحثَّه بالمقْرعة، وقطع عليه البول. فقال الأعرابي: إنّها إحدى الغوائل، قطع الله منك الوتين!.
قال إبراهيم بن داحة: كان في طريق الموْصل سكَّة بريد، وبقرب السكَّة مسجد ومُستراحٌ للمسافر، وفي تلك السكَّة بغل لا يُرام