قالوا: ومثل ذلك من الأعاجيب في الحارث: أنّ العرب لا تقوم للترك، والترك لا تقوم للروم، والروم لا تقوم للعرب.
قال جهم بن صفوان الترمذي: قد عرفنا ما كان بين فارس والترك من الحرب، حتى تزوج كسرى أبرويز، خانتون بنت خاقان، يستميله بذلك الصهر، ويدفع بأسه عنه. وقد عرفنا الحروب التي كانت بين فارس والروم، وكيف تساجلوا الظفر، وبأي سببٍ غرس الزيتون بالمدائن وسوسا، وبأي سببٍ بنيت الرومية ولم سميت بذلك، ولم بنى كسرى على الخليج قبالة قسطنطينية النواويس وبيوت النار. ولكن متى ظهرت الروم على ترك خرسان ظهوراً موالياً، ضربوا بها المثل إلى آخر دارمسه، ومن الأشباه، ومن يتخلل هذا النسب.
وكانت خانتون بنت خاقان عند أبرويز فولدت له شيرويه. وقد ملك شيرويه بعد أبرويز، فتزوج شيرويه مريم بنت قيصر، فولدت له