للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[الشرح]

شاء الله ثم شاء فلان» أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

وهذا النوع لا يوجب الردة، ولا يوجب الخلود في النار، ولكنه ينافي كمال التوحيد.

أما النوع الثالث: وهو الشرك الخفي: فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى. قال: الشرك الخفي. . . يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر الرجل إليه» رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه.

ويجوز أن يُقسم الشرك إلى نوعين فقط: أكبر وأصغر.

أما الشرك الخفي فإنه يعمهما. فيقع في الأكبر كشرك المنافقين لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، ويتظاهرون بالإسلام رياء وخوفا على أنفسهم. ويكون في الشرك الأصغر كالرياء كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم وحديث أبي سعيد المذكور. . . والله ولي التوفيق.

لما انتهى المؤلف حفظه الله تعالى من أقسام التوحيد وأقسام الشرك، شرع في أركان الإسلام الخمسة. فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (١) .

قوله: ((بُني الإسلام على خمس)) أي خمس دعائم. . وفي رواية: ((بني الإسلام على خمسة)) أي خمسة أركان،


(١) رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>