وقال أبو زرعة: وأنا أقول: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان في زمن عبد الله بن ذكوان أقرأ من عبد الله بن ذكوان عندي.
وكان أبو عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش إمام الجامع
بدمشق، وكان حسن الصوت بالقرآن، طيب القراءة، وعاش طويلاً.
وكان قَيِّماً بالقراءات السبْعِ أئمة الأمصار، وقرأ بقراءات كثيرة، وله
كتب في القراءات مشهورة.
قال أبو علي: وقرأ أيضاً باختيار أبي عبيد على أبي محمد
البيساني عنه، وكان عالماً بالتفاسير، والنحو، والغريب، والشعر.
قال: وهو الذي شهر قراءة أهل الشام، ولولا ضبطه لها لكانت قد
ارتفعت من طريق ابن ذكوان.
قال: ويقال له بدمشق أخفش باب الجابية، وكان بداريا أخفش آخر من أهل القرآن والفضل، إلَّا أنه لم يذكر، وذهب اسمه، واندرس علمه، قال: وما رأيت أحداً روى عنه، ولا ذكره في كتبه.
وكان بعد هارون بن موسى بن شريك الأخفش، أبو الحسن بن